هي مصطلح حداثي لم يعرفه السلف الصالح في العهد القديم؛ لذا كانت بوادرها في العالم العربي منذ بداية العشرينيات في القرن الماضي بمصر، ثم تم تصديرها إلى دول الجوار حتى وصلت ذروتها في السبعينيات وما تلاها على يدي الإخوان المسلمين.
حيث تهدف إلى إحياء الدين باعتبار أنه وصل إلى حد السبات في “القلوب والعقول والأوطان” بسبب استحواذ الحكام العرب المؤمنين والمنبهرين بالأفكار الغربية الدخيلة التي بسببها تنازلوا عن دينهم طواعية حفاظًا على كراسيهم، فتمخض عنه بيع فلسطين لليهود التي لم يسعوا إلى استرجاعها.
حتى القيادة السعودية التي نذرت نفسها لخدمة الحرمين الشريفين يرها أصحاب تلك التيارات حجر الزاوية في تغريب المسلمين، وإبعادهم عن الدين، وعدم نصرتهم بأموال النفط للقضايا العربية.
بالتالي تبنى “الصحويون” على أنفسهم إيقاظ الناس من سباتهم بكل السبل؛ حتى يثوروا على حكامهم، ولو أدى إلى الصدام المسلح معهم المهم هو إنقاذ الوطن العربي من براثنهم.
احبتي:
إن ما سبق ذكره من تاريخ أولئك الشرذمة ما هو إلا نزر يسير عن حقيقتهم التي يخفونها تحت ستار الدين؛ لذلك هم يرون في أنفسهم الصلاح وغيرهم في بعد وهجر للإسلام، وأن مايقومون به عبر أي مسوغات حق مشروع للتغيير الأيديولوجي؛ ليصبح منهجهم هو السبيل الوحيد ليعود المسلمون إلى عزتهم وكرامتهم حتى ولو كان على حساب أمنهم وحياتهم ومستقبلهم دون النظر لأي اعتبارات أخرى، ومن يخالفهم فلا دين له، بل هو عدو لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لذا يجب المحاربة باليد والسيف والمدفع الرشاش قبل الكلمة.
أحبتي:
إن “الصحوة الإسلامية الحقيقية” تبدأ من محورين اثنين لا ثالث لهما:
الأول:
الالتزام بما ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم من ميراث في قوله:
“إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه”
الثاني:
الالتزام بفضيلة الخلق العربي الأصيل الذي لا يحتقر ولا يقصي الآخرين، بل يكون نبراسًا يشع بالخير واليمن والبركة، ويدعو نشر المعروف لكل البشر.
أما من يرون أن الصحوة
لا تقوم إلا على “التطير والصراخ والبكاء والعويل”؛ فقد جانبهم الصواب؛ لأن الدين بسماحته يدعو للمحبة والألفة والعمل والبناء والتلاحم والتعاضد بعيدًا عن التشدد، والتفسيق، والتنفير، والتهديد الذي يدعو مع مرور الوقت للقتل باسم الدين تحت رايات الفساد التي تستقي أيديولوجيتها من الأهواء الفاسدة.
أحبتي:
إن تبني صاحب السمو الملكي الأمير، محمد بن سلمان؛لمحاربة الصحوة المزيفة التي اتخذت الإسلام ستارة تخفي وراءها الدمار للأمة قرار صائب وجريء يحتاج منا كمجتمع مايلي:
– أن نقف خلف هذا التوجه الذي يسمو بتعاليم الدين على الوجه الصحيح المبني على أسس متينة لا تخالف العقل، ولا نقل ولا الميراث النبوي الشريف الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة.
– أن نقف في وجه من يشكك في توجه قيادتنا وعلمائنا، ويتهمهم بالباطل لأنهم لم يسيروا على هوائهم الضال.
– أن نحصن بيوتنا ومدارسنا ومناهجنا من الأفكار التي تدعو إلى للعنف والتشدد باسم الدين.
– أن نساهم في البناء الوطني الذي يحفظ لنا كرامتنا وقيمنا ووحدتنا من خلال العمل الدؤوب وفق النهج الإسلامي الصحيح.
همسة:
لا نريد الصحوة التي تجعل منا دمى بأيدي طيور الظلام.