ومضات الوهج
في سورة طه توصيف لقصة السامري، و السامري رجل عظيم من عظماء بني إسرائيل من قرية السامرة ، كان ممن خرج مع موسى ويقال أنه أخذ من أثر حافر فرس جبريل عليه السلام بعد إغراق فرعون وخبأه، ومن ثم حين ذهب موسى لمناجاة ربه وجعل أخاه هارون خلفا له قام قوم موسى بوضع الحلي التي أخذوها من زينة فرعون ونساء المصريين وألقوها في النار لتطويعها و صياغتها ففكر ذاك السامري و سولت له نفسه أن يصنع جسد عجل من الحلي ومن ثم رمى فيها ذاك الأثر الذي قبضه من حافر فرس جبريل وقيل أن ذلك أحدث صوت خوار لكن اختلفت الأقوال حول ذلك فهل صوت الخوار كان حقيقيا من أثر الأثر باعتبار أنه أمر خارق للعادة فصار العجل حيا ؟ أم أنه مجرد إيهام من الجن و الشياطين أو أنه أساسا مجرد عملية دخول الريح من دبر العجل وخروجه من فمه فصنع صوتا كصوت خوار البقرة، أيا كان الشاهد هنا أن القوم افتتنوا بذاك العجل و عبدوه حيث قال لهم السامري بأنه إله موسى وقد نسيه هنا أو ضل عنه.. تعالى الله عن ذلك..
وحين رجع موسى غضب غضبا شديدا فقد ترك قومه موحدين وعاد ووجدهم عابدين لصنم فأخذ يجر رأس أخيه ولحيته وهارون التقي يجيب بأنه حاول نصحهم ولكنه خاف أن يقال له فرقت بينهم مابين موحد و مشرك أو أن يقتل بعضهم بعضا، التفت موسى للسامري، ذلك المخلوق العجيب الذي دفعه كبره لهذا الفعل، مابالك ياسامري ؟لماذا فعلت ذلك؟ فرد ردا يدل على تماديه في الكبر والفسق بأنه بصر ببصيرته مالم يراه غيره و يقال أنه قصد رؤيته لجبريل وفرسه وأنه الوحيد – إدعاء- الذي رأى هذا، فأراد موسى قتله لكن الله اختار له عذابا أشد طوال مدة حياته إلى أن يهلك وهو أن يهيم في القفار و البراري على وجهه كوحوش البراري لايمسه أحد و لايقدر ان يمس أحد ومن يمسه تصيبه الحمى، فلا يتزوج و لايعاشر أحدا ويقال أن الوسواس الذي يصيب الناس بعدم الاقتراب من الناس قد بدأ حينها، وله عذاب شديد يوم القيامة أيضا.
وهناك من يدعي أن السامري هو الدجال وأنه موجود في مثلث برمودا و هذا قول لادليل عليه فصفات الدجال معروفة ولو كان هو الدجال لاستدل عليه موسى وهارون كما أن الدجال يظهر من الشرق ، وهناك من يزعم أن السامري لايزال حيا وهذا أيضا لادليل عليه فقد هلك كعامة الناس .
لطائف مستفادة : –
– الكبر يؤدي بالإنسان إلى الإنحراف وتصور العلوية و التفوق فعلى الإنسان أن يطهر قلبه من داء الكبر وجنون التميز ، فلربما بذرة كبر تؤدي بالإنسان إلى مالا يحمد عقباه.
-في كل زمن يظهر سامري جديد، بل سامريون جدد، يدعون الاستبصار والقدرات الخارقة في كل مجال عافانا الله من شرهم.
– عقاب السامري كان من جنس عمله فقد أدعى أنه خلق عجلا فجعله الله لايمس ولايمس أحدا طوال حياته.
نعوذ بالله من الكبر والشرك وانحراف القلب والعقيدة.