أحمد سعيد مصلح

الشهامة السعودية والخسة الفارسية!

الصحفي المتجول

تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية حادث ناقلة النفط الإيرانية  هابينس (1)  التي تعرضت لتعطل بعض أجهزتها الملاحية جنوب جدة قبل أيام وكادت أن تتعرض لكارثة بعد أن فقد ملاحوها السيطرة عليها ولكن وبمجرد إرسالها لنداء إستغاثة من عمق المياه الدولية في البحر الأحمر هبت الجهات البحرية السعودية من حرس الحدود والموانئ والقوات البحرية لتلبية نداء الإستغاثة وإنقاذها حيث جرى سحبها إلى ميناء جدة الإسلامي لإصلاح العطل الذي كاد أن يتسبب في غرقها كما تم إنقاذ بحارتها ومعظمهم من الإيرانيين وإسعافهم طبياً وتقديم كرم الضيافة لهم كما قامت السلطات البحرية في المملكة بإصلاح العطل الذي أصاب محركات السفينة قبل أن يسمح لها بمواصلة رحلتها بسلام وقبل هذه الحادثة قامت السلطات البحرية في المملكة بإنقاذ عدداً من البحارة والصيادين الإيرانيين الذين تعرضوا للخطر أو ضلوا طريقهم في مياه الخليج العربي وتم إعادتهم إلى بلدهم معززين مكرمين بعد أن تأكدت السلطات الأمنية والصحية السعودية من سلامتهم…

 ولكن ماذا لو حدث العكس وتعرضت بعض السفن  أو الصيادين السعوديين لحوادث عرضية مماثلة وبعث طواقمها بنداءات إستغاثة طالبين العون من السلطات الإيرانية لإنقاذهم وماذا سوف يكون مصيرهم ياترى ..أما الجواب فهو أنه سيكون مصيرهم بالطبع السجن وإحتجاز القوارب والسفن المدنية وإتهام بحارتها بالتجسس والإرهاب أو محاولة تجنيدهم للقيام بعمليات تجسس وتخريب لصالحهم كدأب إيران وسلوكياتها العدوانية بسبب وبدون سبب وهذه الحوادث البحرية العرضية تؤكد مدى حكمة قيادتنا الرشيدة وإلتزامها بالقوانين الدولية والإنسانية.. وكان بإمكان المملكة وبكل سهولة مخالفة القانون الدولي بهدف الدفاع عن الأمن في المنطقة إذ يوجد صيد إيراني ثمين في المياه الدولية يتمثل في وجود السفينة الإيرانية “سافيز” الراسية في عرض البحر الأحمر منذ عدة أشهر، هذه السفينة التي تسببت بمقتل أكثر من 100 صياد يمني، وتعطيل نشاط 30 ألف صياد آخرين وحرمان مئات الآلاف من الأسر اليمنية من مصدر دخلها الوحيد وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. لأن وضع هذه السفينة مشكوكاً في أمره كونها تقوم بالتجسس لصالح إيران وعصابة الحوثي وهو هدف عسكري مشروع للتحالف الدولي ومع ذلك لم تقم المملكة بالإعتداء عليها وكان يمكن وبكل سهولة القيام بذلك أو إحتجازها وإقتيادها إلى سواحل المملكة أو على الأقل إرسال زورقاً مفخخاً لإعطابها كونها تعد مصدراً للألغام التي تقوم ميليشيات الحوثي الموالية لإيران بزراعتها على طول الساحل الغربي لليمن وكذا قيامها بنشر الألغام البحرية وإرسال القوارب المفخخة، التي تهدد الملاحة الدولية حيث أصبحت هذه السفينة الإيرانية قاعدة حربية أساسية تنطلق منها عمليات التخريب ومع ذلك لم تقم المملكة بالمساس بها وهذا هو الفرق بين الشهامة السعودية وإنسانيتها والخسة والدناءة الإيرانية رغم أوج الخلافات المتزايدة بين المملكة  وإيران التي تسعى من جهتها إلى زعزعة المنطقة ونشر الفتن والقلاقل في المنطقة كون قادتها يعيشون مرحلة المراهقة السياسية وعدم النضج السياسي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى