المقالات

قمة مكة آمال.. وتحديات

على إيقاع طبول الحرب، تعقد القمة العادية الإسلامية في دورتها الرابعة عشرة في مكة المكرمة في ظروف غير اعتيادية، يمر بها عالمنا الإسلامي بمنعطفات خطيرة، شديدة التشابك والتعقيد، منذرة بتفجر الأوضاع واستحالة الحلول، ولكنها في الواقع غير عصية على الحل! متى انطلقنا من شعار هذه القمة، وحققناه على أرض الواقع “يدًا بيد نحو المستقبل”.

نعم كفانا نبشًا في الماضي، والتفكير فيه، واستحضاره في كل قمة ومجمع، المستقبل هو الأمل حتى وإن رآه البعض شيئًا مجهولًا وغامضًا نخاف منه أحيانًا.. لكن الدول الطموحة المتفائلة تتلهف له، وتستعد لاستقباله وتسعى إليه بحثًا عن حياة أفضل، لكن هذا المستقبل مرهون بفعل اليوم، وامتلاك أدواته وتأسيس قواعده، وإقامة بنيانه، على أساس متين غير قابل للسقوط مع كل نسمة هواء باردة.

وحتى يتحقق لنا ما نريد، علينا تحقيق التضامن والتكامل والتعاضد وتوحيد الصف لزراعة المستقبل، والنهوض بالعمل الإسلامي المشترك، فجميع المقومات متوافرة، للارتقاء بأمتنا الإسلامية حتى تتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم، فهي أمة الرسالة الخالدة، القادرة على مواجهة التحديات، ودرء المخاطر وإيجاد الحلول الفاعلة لقضاياها المتعددة، بدءًا بالقضية الأولى القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة في جميع القمم الإسلامية العادية، والطارئة بدءًا بقمة الرباط الأولى ٩-12 رجب 1389هـ / 22 – 25 سبتمبر ‌‌1969 م حتى قمة مكة الرابعة عشرة 26/رمضان1440ه الموافق 31/5/2019م، مرورًا بالعنصرية المقيتة التي يتعرض لها المسلمون، سواءً أكانوا أقليات في بلدانهم، أو جاليات إسلامية تعيش في بلدان أخرى، من خلال مواصلة العمل مع المجتمع الدولي من أجل تجريم هذه العنصرية، والقضاء على مسبباتها، والتوصل إلى تسوية دائمة ومتينة للأزمة الإنسانية للروهينجيا المسلمة، والتمتع بحقوقهم غير القابلة للتصرف في الكرامة والحرية الدينية والمواطنة الكاملة، وتكافؤ الفرص.

كما أن قمة مكة أمامها تحدٍ كبير في التصدي للداء العُضال؛ الإرهاب والتطرف، وداعميهما من الدول التي طالت أضرارها دولنا الإسلامية، برعاية إيرانية مباشرة، أو من خلال وكلائها من الميلشيات الإرهابية والمنظمات المتعددة التي تعمل تحت مسميات مختلفة سعت لاختراق العالم الإسلامي تحت غطاء العمل الخيري، والثقافي، والإنساني.

لذا تتجه جميع أنظار الشعوب الإسلامية في توقيت واحد إلى قمة مكة ومخرجاتها، لحماية الأمة المسلمة من جملة الأخطار السابق ذكرها وغيرها، وتحقيق الوحدة والتضامن الإسلامي في المجالات كافة؛ السياسية والاقتصادية والتربوية والتقنية والتعليمية والإعلامية والأمنية التي تشكل صمام الأمان؛ للحفاظ على هذه الأمة وشعوبها ومقدساتها التي لم تسلم من نيران المليشيات الإرهابية الإيرانية.

فهل نرى تعليقًا لعضوية إيران في منظمة التعاون الإسلامي، ومقاطعتها دبلوماسيًا، واقتصاديًا؟ خصوصًا أن هذه القمة تفردت بمزايا فريدة من شرف الزمان والمكان، وما سبقها من قمتين عربية وخليجية طارئتين، وظروف دولية معقدة، وتحولات عالمية تجاه عربدة النظام الإيراني وإرهابه.

في رأيي أنَّ هذه القمم جميعها سوف تعبر عن المخاوف والقلق الذي يسود المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع فهذه الظروف والتحديات تتطلب وحدة الصف الإسلامي كضرورة ملحة؛ للخروج بالأمة الإسلامية أزمتها، ورفع صوتها، وفرض إرادتها من أجل العبور إلى المستقبل بأمن وأمان.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button