شقشقات
بداية أعتذر لقرّائي الكرام ولصحيفة مكة الإلكترونية الغرّاء عن تأخر مقالتي، حيث تعرضت في الفترة الماضية لوعكة صحية أبعدتني عن هذه “الشقشقات”، مالكم بالطويلة ولنذهب لعنوان الحلقة مباشرة !
أما من حيث العنوان المشار إليه أعلاه، ومن ناحية إعلامية فهو ينمّ عن ذكاء، وتداخلٍ لفظي بين اسم “مقدّم البرنامج” و”عنوان البرنامج” ذاته، كما يكمن التشويق وعدم تطرّق الملل للمشاهد في المدة الزمنية المخصصة لكل حلقة، والتي لاتتجاوز “ست” دقائق.
البرنامج هادف وتثقيفي يقدمه الزميل الإعلامي، مالك الروقي، ويسلّط الضوء على شخصيات بارزة ومؤثرة حول العالم، وأحداث تاريخية كان لها تأثير في صناعة مستقبل البشر !
فمثلا: تحدثت إحدى الحلقات عن التطرّف، وهل هو خاص بديانة دون أخرى؟، وعن طائفة “الأميش” المسيحية، وطائفة “الحريدم” اليهودية التي كانتا تعيشان في القرون الوسطى، وتحرّم كل شيء جديد، حتى الكهرباء والسيارة !
وتحدّث عن المرأة السعودية التي هزمت الجيش العثماني، وتسببت بإعفاء أهم قادته، وقصة نضال من أجل شرف الوطن.
وتطرّق للرجل العراقي الذي كسب قلب “هتلر”، وتزوّج “90” زوجة، وأنجب منهنّ “365” ولدا، أحدهم قائد للبحرية الفلبينية، وما هي علاقته بالملك عبدالعزيز !
أيضا تحدّث عن كيفية إلغاء تجارة الرق في السعودية، وما هي أسعار الجواري والعبيد في الخليج آنذاك وأبرز أسواقهم، وعن قصة اختطاف البشر من أفريقيا وآسيا وبيعهم في العالم !
كما تطرّقت إحدى الحلقات عن ذلك الأمير الذي تخلّى عن الإمارة من أجل العشق، شاعر الحب والشوق النجدي، وتجاوزت قصائده الجزيرة العربية، وذكره أمير الشعراء “أحمد شوقي” في ندواته أكثر من مرة، ولم يكتب سوى قصيدة واحدة في حياته !
وكذلك تحدّث عن أول سعودي تجرأ بالمطالبة بتعليم البنات في المدارس السعودية، وكيف واجه الضغوط المجتمعية ورقابة الصحافة، وصنع الموسوعة الأهم والأضخم لحفظ الأمثلة الشعبية السعودية من النسيان.
أما مَن هو البريطاني الذي أقنع صدام حسين بغزو الكويت، في رابع محاولة لذلك الغزوعبر التاريخ، حيث تصدّى ثلاثة ملوك سعوديين لتلك المطامع، فتجيب عنه إحدى حلقات البرنامج.
وتحدّث عن تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع “غِيرة” زوجاته، وكيف كان يعبّر عن حبّه لهنّ، بأسلوب شيّق ممتع.
كما فسّرت إحدى الحلقات: لماذا من “العيب” ىأن تملا فنجان القهوة في الخليج ، وتفسيرات بعض المختصين في علم الإنسان، وعن “فنجال الضيف” و “فنجال الكيف” و “فنجال السيف” ومعانيها، وأن كثيرا من العادات مرتبط بجانب أخلاقي وإيجاد مبررات أخلاقية للتقشّف حتى !
أيضا: من أين عرفنا “الشماغ” الأحمر في الخليج؟، ولماذا اختفى “العقال المقصّب” وأيهما أهم: هويّة “اللباس” أم الهويّة الأخلاقية؟
وعن الطفل الذي حُفر له أربعة قبور، وفي كل مرة يُدفن غيرُه فيها حيث عاش وأحيا معه تاريخ الجزيرة العربية !
أيضا: تطرّق لحِيَل السياسيين في استخدامهم الطائفية والنخبوية أو الشعبوية، وعن كتاب “ظل الشيطان في الأرض” الّذي مُنع لمدة قرنين من الزمان، ويُعتبر أحد أهم الكتب السياسية التي أثّرت حتى على الأفراد في سلوكياتهم !
تطرّق للوزير الذي عاتب الملك فهد بقصيدة، وحورب من المتشددين -على حد تعبير البرنامج- وواجه البيروقراطية بجرأة وبراعة، وعاش بين حياة في “شقة الحريّة” و “حياة في الإدارة !
وغيرها الكثير من الحلقات المشوِّقة، والبرنامج ،رغم تحفّظي على بعض ماورد فيه، إلا أن الأسلوب المختصر والتشويق هو النموذج الأمثل لبعض “المطوّلات”، سواء في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية أو المقالات والمواضيع الإعلامية. وللبرنامج أصداء رائعة عبر التطبيق الأشهر عالميا “تويتر”، رغم أن هناك معارضات واستهزاءات كما هي عادة جمهور “تويتر” المتخفّي غالبيتهم تحت أسماء و “معرّفات” وهمية، ممن لايعجبهم العجب ولا الصيام لافي رجب ولا في غيره من الأشهر !!
مالكم بالطويلة، انتهت مساحة هذا المقال وأنصحكم بمتابعته لتعرفوا أكثر.
***
شقيق المساء
حامد العباسي
