في خطوة وطنية واعلامية وثقافية تتخذ جامعة الامام قرار فتح نافذة للأعلام المتخصص (الدبلوم العالي), وذلك من خلال كلية الاعلام والاتصال بالجامعة , وهذا التوجه يحسب للجامعة وللقائمين على الكلية , وما ان بدأت عملية التسجيل حتى تعالت الاصوات بتذمر واضح كون الرسوم تتجاوز قدرات المتقدمين المالية الامر الذي ثبط من طموحاتهم وآمالهم الوطنية العالية ,حيث كان لهم امال بعيدة وطموحات عالية لأداء الدور نحو هذا الوطن وايصال الرسالة الاعلامية والعمل في الرواق الاعلامي بكل همة واقتدار وعلى اساس من العلم المعرفة , فاذا كنا نؤمن بأهمية الاعلام ودورة في الدفاع عن الوطن وان الرسالة الاعلامية يجب ان تؤكل الى شخصيات مؤهلة فان دور الجهات الاكاديمية تذليل الصعاب بدل النكد, مع سعي حثيث لتأهيل الراغبين الى جانب ايجاد فرص كافية للملتحقين ,وما اعنيه في ذلك هو ايجاد تكافؤ الفرص في الاوقات التي تساعد على جذب اكبر عدد ممكن من ابناء الوطن , ولم أخطئ اذا رأيت ذلك حقاً وطنيا لكل شخص موهوب ويحمل هم رسالة الدفاع عن هذا الكيان , وخصوصا ان المملكة مستهدفة وبشكل مباشر وتواجه حملات اعلامية شرسة من خلال اعلام موجه وعبر كل القنوات المتاحة للأعداء , سواء كان ذلك من خلال الاعلام التقليدي او من خلال الاعلام الجديد بوسائطه المختلفة ,ولذا انتهز هذه الفرصة واتقدم لوزارة الاعلام والى طاقمها النشط ان تتبنى هذا الدور على ان يكون التسجيل عن طريق نافذة الوزارة ومن خلال فروعها في المناطق ومن ثم تجري اللقاءات والمقابلات وتعتمد إعلامييها الجدد كمقبولين في كليات الاعلام بالمملكة وتتحمل كامل الرسوم لتتولى الجامعات تأهيل المتقدمين ومن ثم ترسل النتائج الى الوزارة وهي خطوة مسبوقة مارستها وزارة المعارف ان ذاك , حينما اوكل لها تأهيل الشباب السعودي , وهذا الاقتراح حتما سيخرّج افواجاً من الاعلاميين المؤهلين للعمل في الساحة الاعلامية كل حسب تخصصه مع معرفة حقيقة تسطيع توجيهها وزارة الاعلام حسب الحاجة لاسيما وان المملكة تمر بتغيرات متسارعة وتمضي بثبات نحو رؤيتها وهذا الوجه المشرق (الرؤية) يحتاج الى اظهاره الى العالم فالتغيرات ليست على صعيد واحد بل تطال جوانب مختلفة ونواحي متعددة وهذا لاشك يحتاج الى جهد مضاعف ومنظم في الان نفسه, ولا اعتقد ان هناك دولة في العالم مرت بما تمر به المملكة ففي النواحي التنموية تقفز متسارعة ولا يوجد بقعة في هذا الكيان الكبير الا وتجد حزم من الانشاءات رغم قلة السكان في الاطراف , ولكن هي محاولة جادة لهجرة عكسية , بل انني اجد المتأمل والفطن يرى ان هناك مدن تنشى وسيقام بها الاف المشاريع وسيقيم عليها مئات من البشر و(نيوم) خير شاهد على ذلك , في المقابل الجهود السياسية في ذروتها وهي خير دليل وشاهد , ففي قابل الايام تستضيف المملكة ثلاث قمم في مكة الكرمة مع استضافة ملايين لزوار بيت الله الحرام ولو قدر هذا الدور على دول متقدمة لعجزت عن ذلك الى جانب هذا كله نرى ان هناك حملات وجهات تكشر انيابها وتبرز مخالبها في عبثية مقيتة وفوضى لا تخدم السلم والامن الدوليين ولذا كان لزاماً علينا ان نتصدى هذا الشر المستطير ونمضي بعفوية نحو تنمية مستدامة تخدم الانسانية والتعايش بسلام ضمن المنظومة العالمية , وهذا يحتاج دائما لان نكون ضمن دائرة الركب ولا يعزز ذلك ويظهر مكانه سوأ الاعلام والمهنية الاعلامية , فكيف يخرج ويظهر ذلك؟
0