المقالات

القمم الميمونة

الحمد لله الذي بلغنا العشر الأواخر لهذا العام ، وبمنّه وَجُودِهِ أسبغَ علينا فضله والإنعام ، فمن اجتهد وشدّ المئزر وقامها جميعًا إيمانًا واحتسابًا أدرك ليلة القدر وفاز بعظيم الأجر .

والشكر لله الباري المعطي بغير حساب ، الفاتح لعباده من رحمته أوسع الأبواب ، فتبارك وتعالى رب الأرباب إذ خصَّ هذا الصعيد الطاهر والثرى الزاهر في هذه البلاد المباركة بشرف وجود الحرمين على أرضها العزيزة لتكون بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وثاني القبلتين .. ومهوى أفئدة المسلمين من بقاع العالم قاطبةً ، وهيّأ لها ملوكًا وحكامًا تعاقبوا على خدمة حرميها ودأبوا على ذلك . فأيّ بلاد في الدنيا بأسرها حازت هذا الفضل العظيم؟ وأي أرض استأثرت بذلكم الخير العميم ؟
ونعمة أخرى من نعمه المسداة لنا تترى امتنَّ بها علينا فاستوجبت الشكر ألا وهي اصطفاؤنا لخدمة البيت الحرام و استقبال ضيوف الرحمن ، الذين يتوافدون على مدار الساعة طائعين شاكرين لأنعم الله ، فتلك ميزة لا تبارى ومنزلةٌ لا تجارى .

ومع بزوغ فجر العشر الأواخر الموشحة بالفضل أشفاعُها والمسربلة بالمزايا وعظيم الهبات والعطايا أوتارُها ، تبدّت طلائع البشرى بمقدم الملك الصالح ذي الحزم الواضح والرأي الراجح قائد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لقضاء العشر الأواخر بجوار بيت الله الحرام كديدنه السنويّ – أيده الله – وإمعانًا في حكمته ، أوعز بعقد ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية دعا إليها أشقاءه قادة دول مجلس التعاول وقادة الدول العربية والإسلامية حرصًا على التشاور والتنسيق وإجالة النظر في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة في أذيال الأحداث الراهنة .

وإننا ببالغ الفخر والاعتزاز نستبشر بالنتائج التي ستنبثق عن هذه القمم المزمع عقدها في أطهر بقعة حيث ستُطرَح القضايا وتُناقَش المحاور الهامة من جوار الكعبة الشريفة فلنا في ذلك غاية الشرف وأوج التفاؤل بإسفار القمم المرتقبة عن نتائج تثلج القلوب والخروج بالتوصيات التي تهمي بالخير الوابل على ربوع المسلمين كافةً ، إيمانًا بدور المملكة العربية السعودية الرياديِّ ، وثقلها الإقليميِّ ومركزها القياديِّ بين دول العالم ، فهي زعيمة المشهد السياسيِّ الرصين الحصيف ، وحقَّ لها التسيّد والزعامة ، وانقادت لها الرّياسة ! إذ وُضعت مقاليد سياستها في يدي قويّ حازمٍ أمينٍ ، ملكٌ نال ثقة العالم بجدارةٍ واستحقاق بما امتلكه من رأي سديد وموقف ثابت ، وقلبٍ جامع للأمم بالكياسة والحنكة وحُسن التدبير ، ومنهج قويم لا يتوانى ولا يتراخى في إحلال السلام العالميِّ وتنفيذ موجبات استتباب الأمن لأبناء الوطن بخاصّة وأبناء الأمتين العربية والاسلامية بعامّة ..

وكما أحسن ولاة أمرِنا البِذار ، علينا أن نحصد ثمار هذه الدعوة الكريمة يانعة ؛ لذا أدعو كلَّ مواطن ومواطنة ومقيم ومقيمة يتفيّأ ظلال الوطن الأغر المعطاء للعمل بوعي تام للإسهام في إنجاح هذه القمم الميمونة باتباع الأنظمة والتعليمات ومساعدة رجال الأمن الميامين على تنفيذ الخطط التنظيمية في المنطقة المركزية وتحقيق مستهدفاتها ، وتجنب التزاحم والاحتشاد والتجمهر ، والمحافظة على انسيابية الحركة ، كما أوصي كلّ من اغتذى خيرات مملكتنا الحبيبة -ابتداءً بنفسي – أن نقف صفًّا واحدًا إزاء من تسوِّل له نفسه أو يطوع له فكره السقيم المساس بلُحمتنا أو النيل من ثوابتنا ، أو التعدّي على مفحص قطاةٍ من أرضنا مترامية الأطراف ، أو تقويض وحدتنا والتفافنا حول قيادتنا بوفائنا وولائنا وانتمائنا، وألّا نكون معول هدمٍ أو معينًا لأعدائنا لاختراق حصوننا المنيعة وفتقِ سَدَاة نسيجنا الوطنيّ المتين ، فالمبدأ ليس التزامًا وطنيًا أو انتسابًا قوميًا فحسب بل هو واجبٌ دينيٌّ الحيادُ عنه انتكاس ، فبطاعة الرعية لحكامها تستقيم أمور الأمة و تستقر شؤونها وتعيش في رغدٍ ودعَةٍ ، ناعمةً بالأمن والأمان .

وكيل الرئيس العام المساعد للشؤون النسائية المكلف

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button