عبدالله احمد الزهراني

المؤتمرون والمتآمرين

تثمر دائمًا النتائج، وتصدر التوصيات في المؤتمرات والاجتماعات على مستوى العالم بعد اختتام جلسات اللقاءات التي يُدعى لها ملوك ورؤساء وقادة الدول حسب الأحداث الطارئة، لكن قمة مكة شاهدنا نتائجها قبل أن تبدأ جلساتها، فالمتأمل اليوم لحال الدولة الإرهابية الصفوية إيران والخسائر الاقتصادية التي تلقتها، يدرك حجم العمل السياسي الكبير الذي تقوده المملكة العربية السعودية مع حلفائها، فإيران اليوم ليست كما كانت قبل عامين، فقد ابتدأت تجني المرارة لشرور أعمالها التدميرية في العالم العربي والإسلامي، وانحصر دورها في مناطق معينة ولم تتمدد كما خططت برتوكولات الملالى، وأخفق مشروعها، ومنيَ بالفشل، وتقلصت مطامع الأمل بتكوين إمبراطورية فارسية استعمارية في منطقة العالم العربي، وتصدير ثورتها الخمينية ووصايتها على المذهب الاثني عشري في المجتمعات العربية.

 

فالعقوبات الاقتصادية الأمريكية اليوم زادت الخناق حول عنق إيران وهي تأتي بعد عاصفة الحزم، التي قادتها السعودية بقيادة ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، وبإشراف مباشر من وجه السعد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالتعاون مع قوات التحالف، و مما زاد طين إيران بله هو تخلي دول أوروبا عنها، فأصبححت قبل قمة مكة تترنح وتحقد على السعودية وتقصفها بالصواريخ في شهر الرحمة والمغفرة، وهو مما يؤكد حنق الدولة الفارسية على السعودية؛ لأنها تدرك جيدًا بأن السعودية العظمى خلف كل العقوبات الأمريكية وما هي إلا رد على إرهاب الملالي وتدخلاتهم في المنطقة وبرامجهم المشبوهة، وهذه رسالة مباشرة للمؤتمرين في القمم الثلاثة أن السعودية قادرة على حماية أراضيها ومقدساتها وردع المتآمرون ضدها، فهل يقرأ المؤتمرون الرسالة جيدًا؟!

 

واستشهادًا بدور المملكة الكبير في تقليم أظافر ملالئ إيران، فقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي اليوم الأربعاء، في تصريح قال فيه، “نتشاور مع (حلفائنا) للرد على أنشطة إيران في الخليج، والكل يعلم بأن السعودية أكبر حليف للولايات المتحدة الإمريكية، فيما أضاف مستشار الأمن القومي أنه من شبه المؤكد أن إيران تقف وراء الهجوم على السفن قبالة سواحل الإمارات، وهدفنا أن نوضح لإيران وأذرعها أن هذا النوع من الأنشطة قد يؤدي إلى رد قوي جدًا من أميركا”.

 

والأن نجد أن إيران انتهجت سياسة التلون والخداع بسياسة التقارب مع دول الخليج، وقيام رئيسها روحاني بزيارة بعض دول الخليج كسلطنة عمان ودولة الكويت؛ لإعادة رسم ملامح التقارب وتخفيف الاحتقان، والعودة إلى الوراء قليلًا لتقليل أثر السياسة الصارمة من الإدارة الأمريكية، لذلك يتطلب منا اليقظة والحذر من سياسة التقارب الإيراني، حفاظًا على حاضر المنطقة وحضارتها وتاريخها وثرواتها، وانتهاج سياسة عربية وإسلامية موحدة صارمة لردعها وإجبارها على الخروج من العواصم العربية، و الاحترام لسيادة الدول العربية والإسلامية وإحداث تغيير في سياستها رغم صعوبة ذلك قياسًا على الواقع القائم.

ختامًا:

آمل من المؤتمرين اليوم، ومن جوار الكعبة المشرفة أن يضعوا أياديهم بيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لكبح جماح المتآمرين، وبدء صفحة جديدة عنوانها الصدق والولاء في الانتماء للوطن العربي والعالم الإسلامي، فالنصر قادم لا محالة بإذن الله تعالى، ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button