(مكة) – عبدالله الزهراني
أكد أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف، أن القمم الثلاثة التي استضافتها المملكة خلال الأيام الماضية استطاعت أن تتجاوز جميع الخلافات بين الدول المشاركة ونجحت في تأسيس جبهة موحدة ضد التطرف والإرهاب.
وقال العساف، في تصريح خاص لصحيفة “مكة” الإلكترونية، إن المملكة استضافت قمتين خليجية وعربية غير اعتياديتين في ظروفهما ونتائجهما، التي أتت على قدر المسؤولية والإحساس بالتحديات والمخاطر التي تواجه الدول الخليجية والعربية على حد سواء.
وأوضح أن نتائج القمتين الخليجية والعربية استقرت على رفض السلوك الإرهابي الإيراني المباشر أو عبر وكلائها الحوثي تحديدا في اليمن.
وأضاف “من خلال تحليل مضمون كلمات رؤساء الوفود العربية المشاركة يتضح تركيزها على إدانة إيران واعتداءاتها على أمن السعودية وأمن الخليج والدول العربية وتأييد السعودية فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها بالإضافة إلى دعوة إيران لتجنيب المنطقة الدخول في حرب من خلال انصياعها لمقررات القانون الدولي والكف عن إنتاج أسلحة الدمار الشامل أو تطوير أسلحة هجومية”.
وأشار إلى توصيات القمتين بضرورة مخاطبة مجلس الأمن بالاعتداءات الإيرانية المتمثلة في خرقه للقرار الأممي وتهريب الأسلحة وخصوصا الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وفق مقتضيات القرار الأمم المتحدة رقم2216 في فقرته الرابعة عشر.
وأشاد بموقف الزعماء الموحد من الاعتداءات المدعومة إيرانيا على أماكن العبادة، وحرصهم على مواجهتها بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن وممارسته لصلاحياته وفق القانون الدولي للحفاظ على الأمن الملاحي والمتفق عليه دوليا عام1981.
وبيّن العساف، أن الملف الإيراني كان يطغى على فعاليات القمتين، ومع ذلك لم يغفل القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية مركزية بالنسبة للمملكة والدول العربية والإسلامية.
ونوّه بتوصية الزعماء العرب على أهمية متابعة القنوات الفضائية الممولة إيرانيا والتي تغذي الفرقة وتنشر المذهبية وتكرس الطائفية لإغلاقها حفاظا على الأمن الفكري العربي الذي يعتبر جزءا من منظومة الأمن العربي.
ولفت إلى أن مخرجات تلك القمم التي استضافتها مكة المكرمة، تعكس منظومة مؤسسية للعمل الخليجي والعربي المشترك بما يجعلها قادرة على الاجتماع واتخاذ القرارات المصيرية مهما بلغت حدة الخلافات بين الدول.
وفيما يتعلق باعتراض العراق على البيان الختامي للقمة العربية، قال إن ذلك الاعتراض ليس ذا قيمة بل إن ضرره على العراق كبير جدا فهو يعكس عدم استقلالية القرار السياسي العراقي وهذا يعرض العراق للمحاسبة الأمريكية نتيجة اصطفافهم مع إيران.
وأكد أن العراق اختار الطريق الخطأ فهو لم يتعافى بعد من مشاكله الكثيرة ونسي أو تناسى ما فعلته إيران من قطع الماء والكهرباء عنه الصيف الماضي.