المقالات

هيئة السياحة..ودور لم يكتمل

كثيرة هي الأماني التي يتطلع إليها، عزيزي المواطن في المملكة العربية السعودية بإشتياق، بما يعيدنا والذكريات لماض عريق عشناه بجمال بساطته، يوم كانت طموحاتنا تساوي حجم إقتصادياتنا الأسرية وغيرها، كنا نفرح بالقليل مع جمع الشمل العائلي، حتى طلعات البر والجلوس تحت ظلال الأشجار ومخيمات الهدا والطائف المأنوس تكفينا، بل حتى شواطئ بحر جدة وسبخاتها الرملية والهاف مون بالمنطقة الشرقية تكفينا، لأننا كنا نعيش الحال بما يتناسب وإقتصاديات الوطن، في تلك الحقبة الزمنية، الجميلة في نظر من عاشوا كفافها، وحتى دور السينما المتخفية في بعض أحواش جدة القديمة، كانت تعتبر قمة الرفاهية والترف ولا يحضرها إلا ميسوري الحال من أهل المنطقة وزائريها، القادمين من المناطق الأخرى في المملكة، وللسفر في تلك الحقبة الزمنية عشاقه، الذين كانوا يتهافتون على سهرات الطرب والمسرح لنجوم الفن العربي والخليجي، وكانت تعج بهم مسارح الدول الشقيقة المجاورة، واليوم ومن خلال الرؤية المستقبلية تحرص المملكة على التوسع في إقتصاديات الوطن والحفاظ على تلك المليارات المهاجرة إلى الدول السياحية العربية والأجنبية، أنشأت المملكة هيئة تهتم برفاهية المواطن والمقيم على تراب الوطن، وقد حبانا الله تعالى بالتنوع المناخي والتضاريس المختلفة بسواحلها الغربية والشرقية، والأودية الخصبة الجميلة في وسطها وجنوبها والشمال، إضافة إلى الإنتشار الواسع للأسواق والمجمعات التجارية، والمطاعم والمنتزهات الراقية، المقامة بالمواصفات العالمية التي تتناسب ومجتمعنا المحافظ، إضافة إلى التوسع الترفيهي الذي تشهده المملكة بإفتتاح الكم المهول من صالات السينما والمسارح، التي جلبت إليها العديد من نجوم المسرح والغناء المحليين والعالميين بمختلف اللغات، إضافة إلى حلبات المصارعة العالمية ونجومها الذين كان البعض يحرص على متابعة سهراتها بلهفة عبر تلفازنا البدائي ذي القناة الواحدة، كل تلك القفزات الترفيهية التي تعتبر من وجهة نظري طفرة، لم نكن نحلم بأن تكون حاضراً نعيشه في عصرنا الحالي، في زمن تتطلع فيه مملكتنا الحبيبة إلى رؤية مستقبلية، لتضاهي دول العالم المتقدمة، ومع كل تلك الجهود والإنجازات التي تقوم بها هيئة الترفيه الموقرة، والتي شهدت إقبالاً يفوق الخيال من كل فئات المجتمع، والحديث عن الحضور النسائي والعائلات لتلك المناشط السياحية المختلفة يطول إيجاباً، بعد أن كنا مجتمعاً يشار إليه من الدول الأخرى بالمجتمع الذكوري، ولمشاركة المرأة بعفافها ومن وجهة نظري ظاهرة إيجابية، إذ لهن حق العيش الرغد والترفيه، وقد شاركن الرجال في الكثير من مناحي الحياة العملية، ولهن مشاركات في المحافل والمؤتمرات العالمية، التي يقف لها الجميع إحتراماً وتقديراً، ومع كل تلك الجهود التي أوجزت بعضها لهيئة الترفيه السعودية، يظل مشوارها طويلاً إذا لم يتم تهيئة البنية التحتية لكل تلك المناشط المحلية والعالمية، وبنظرة سريعة على بعض تلك الإحتفاليات الغنائية مثلاً، والسعر المبالغ فيه لتذاكر الحضور بفئاتها ومواقعها بمدرجات العرض، إذ نجد الفوارق السعرية كبيرة بينها وتلك الدول المجاورة، وهذا ما لفت نظري فيما يتداول من فيديوهات عبر وسائل التواصل، لكثافة السياح السعوديين خاصة، والتي شهدتها بعض الدول العربية والخليجية المجاورة، بما يعني ان هناك حاجة لهيئة السياحة لمراجعة بعض أوراقها وما بين السطور، للعمل الجاد على جذب تلك الأعداد المهولة التي حرصت على السياحة الخارجية، للفوارق المحاسبية بين تكلفة حضور عائلة بعدد لا يتجاوز الخمس إلى العشرة أشخاص محلياً ودولياً، أو بسعر المنتجعات البحرية المبالغ في أسعارها، والحاجة ماسة إلى تشجيع المستثمرين ورؤوس الأموال إلى إنشاء المزيد من المنتجعات السياحية وملاهي الأطفال الراقية، مع إلزام شركات الطيران السعودية والخاصة ومكاتب السياحة المنتشرة في مناطق المملكة، إلى دور إيجابي للمساهمة بتعاضدها مع هيئة السياحة، والحرص على تقديم العروض السياحية التشجيعية للعائلات وبأسعار مناسبة، لجذب تلك المليارات المهاجرة وتشجيعها إلى السياحة في ربوع بلادي، وقد وهبنا الله مزيد من الصحارى والشواطئ والأودية والجبال بمختلف مناخاتها، وفيها ما ينعم بالبرودة وغزارة الأمطار، لا سيما وأننا بفضل الله تعالى ثم بجهود حكومتنا السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الخير، وسمو ولي عهده، عراب الرؤية الحاضرة والمستقبلية للمملكة، الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله وسدد على دروب الخير خطاهم، ننعم بالعيش الإقتصادي الرغد والسلام والأمن الذي نهنأ به والحمد لله، بما يزيدنا عشقاً إلى السياحة الداخلية في ربوع بلادنا، وعبر صحيفة مكة الغراء أتمنى على معالي رئيس هيئة الترفيه عقد مزيد من ورش العمل، يلتقي فيها بالمستثمرين ورؤوس الأموال ومسؤولي شركات الطيران والمكاتب السياحية، للمشاركة الفاعلة في خارطة طريق واعد بعون الله، لسياحة حاضرة ومستقبلية في المملكة العربية السعودية.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button