المقالات

الدعاء على الكفار

غادرنا “رمضان الكريم”، وغادر “العيد السعيد”، وتوقف البعض عن قطع الإشارات وعزف ألوان الشتم، وتقديم فاصل من الانفعالات والانفلات اللفظي والسلوكي الصادرة من الذين يذهبون لعزائم الإفطار في شهر رمضان متأخرين، وتوقف السباق المحموم بين أهل الفن والدراما في المنطقة العربية بعد أن حشدوا كل طاقاتهم؛ لمواكبة شهر رمضان المبارك بطريقتهم المعتادة، وتوقفت سنابات سُفر الطعام، وبذخ الموائد للذين لا يحسنون جوار النعم،وهم لا يعلمون أن هذه النعم لو غادرتهم لن تعود لهم أبدًا، وتوقفت مخيمات وجبات الطعام للصائم التي تعج بها الساحات والجوامع بطريقة عشوائية طوال شهر رمضان ودون تحديد للمحتاجين لهذه الظاهرة المتكررة سنويًا.

توقفت أيضًا وجبات المفطحات “العشاء” طوال ليالي رمضان التي يتسابق فيها البعض لمخالفة سنة وجبتي “الإفطار والسحور” المشرع لها سماويًا، وبلغ بها صفوة البشر الأمة وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

أما أهم محطات التوقف فهي ظواهرنا الاجتماعية عند البعض فليست “العمرة الشكلية سنويًاأسوأها، بل ظاهرة “الدعاء على الكفار” وزلزلة الأرض من تحت أقدامهم، ثم يسافرون إلى أرض “الكفار” زرافًا و وحدانًا، والاستقرار بين ظهرانيهم، والاستمتاع بأرضهم الخضراء التي يدعون بزلزلتها، ومناخاتهم التي تجبر المتسلحين بالأدعية المهلكة على تأجيل هذه المشاعر الملتهبة إلى حين العودة من السفر وبعد المعايدة على “الكفار” بالمال وبهرجة الحياة، ولابأس من العودة للدعاء على الكفار في رمضان المقبل.

تناقضات وتباريح مصاحبة للشهر الكريم قد يتفق معي فيها البعض، وقد يختلفون في بعض التلميحات التي نتعامل معها طوال هذه الشهر؛ وكأننا غرباء في رحلة نسيان وتوهان متعمدة،ولا نعلم من يعود عليه الشهر، ولا نعلم من الفائز بالقبول فيه، ولا نعلم متى نعيد ترتيب أوراقنا الداخلية وترك “الكفار” وشأنهم،فلسنا وكلاء آدم على ذريته، وليس لدينا صولجان التميز بما فيه الكفاية، وما أجمل الدعاء لشأننا الداخلي فقط، وتخفيف الواطئ على الأرض من بعضنا البعض فلن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولًا، غفر الله لنا ولكم وعسانا من عتقاء الشهر الكريم، ومن عواد العيد السعيد، وكل عام ووطني يرفل في ثياب الأمن والعز والرخاء والاستقرار.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button