لايخلو زمننا هذا من الكثير من المتغيرات في العديد من الرؤى والمفاهيم، ويأتي في مقدمة هذه التحولات الفكرية أولئك الذين يسلمون عقولهم وأفكارهم إلى غيرهم، وتكون تصرفاتهم رهينة لديهم من دون علم ووعي بأن بعض هؤلاء الناس لديهم أجندة يسعون إلى تطبيقها في أقرب فرصة يصلون من خلالها لمن يسلمهم مفاتيح ذاته، وفي اعتقادي بأن الإنسان الذي يقوده الغير يصبح عديم التصرف، ومقيدًا للحرية، ولا يشعر بالمسؤولية إلا عند الوقوع في الفخ الذي أعدّ له..ومن أقبح الصور التي يكون عليها الإنسان هي عندما يسلم عقله وتفكيره لغيره، ويصبح رهن إشارته ويتحدث وفق مايملى عليه غيره حتى ولو كانت ضد مصلحته.
وفي مجتمعنا هناك من البشر ممن لديهم خبث استمالة العقول وٱدخالها في عالم مجهول دون أن تعي، وتدرك المصير أو الأهداف التي رسمت لها، والطامة الكبرى تكمن في تبسيط الأمور عند الدخول، والتخلي والهروب عند مواجهة المصير، وهناك الكثير من الأمثلة والشواهد على ذلك.
ويظل الإنسان ذو قيمة عندما يتصرف وفق تفكيره وقناعاته، ولايكون مجرد إمعة يتراقص الآخرون في صفه في وقت السعة، ويهمزون ويلمزون ويتغنون على عثراته عند أول سقوط للهاوية.
ومضة للذكرى:
من لم يستوعب الدرس الأول لن يتم إعادته عليه مرة ثانية.