تزخر المملكة العربية السعودية بفضل الله، ثم باهتمام الحكومة الرشيدة بملايين الكيلو مترات من الطرق، والشوارع المعبدة، والمشيدة على أحدث طراز.
ففي كل محافظة الآلاف من تلك الطرق والشوارع التي تحمل مسميات نعرف قليلها، ونجهل أكثرها غير التي لم تسمَ بعد.
ووطن كالسعودية ذو حضارة تاريخية وإسلامية وعلمية يوجد بها ما لا يحصى ولا يعد من رجالاته وأبنائه البررة الذين بذلوا أرواحهم وحياتهم في سبيل خدمته، وإعلاء شأنه من الأمراء، والعلماء، والمربين، ورجال السياسة، والثقافة، والأمن.
رجالٌ يذكرون فتشرأب الرؤوس لسيرتهم العطرة ومواقفهم البطولية والإنسانية والعملية.
وماقامت به أمانات المدن من دور كبير في تسمية شوارع المحافظات والمراكز لهو جهدٌ تشكر عليه إلا أن هناك من المسميات من هو أولى بها فعلى سبيل المثال لا الحصر:
(شارع الميفا، القبة، التمر، مجصه، الوشر، الحشاية، قطيات وبوظا)؟!!
أليس الأولى بها أن تسمى بأسماء رجالات الوطن؟!
أليس الأولى والأجدر أن تحدث مسميات تلك الشوارع تبعًا لما يستجد من أسماء لامعة مع الإبقاء على الشوارع التي تحمل أسماء الرموز كالصحابة، والخلفاء، والأمراء، وأبطال التاريخ الإسلامي.
أين نصيب الرموز النسائية من أسماء شوارعنا؟!
إذ لا يلاحظ سوى النزر القليل المقتصر على أسماء الصحابيات والمشهورات من التاريخ الإسلامي؟!
كما يلاحظ أن شارعًا لا يتجاوز ٣ كيلو يسمى بعلم لامع في سماء المجد، بينما شارع آخر يتجاوز ٢٠ كيلو يعتبر شريان رئيس يسمى باسم لا يقارن في المكانة العلمية أو الاجتماعية بالعلم السابق، وهناك من الطرق والشوارع من تحمل أسماء أعلام ذات ثقل ديني أو سياسي أو علمي، لكنه سيئ الإنشاء أو التعبيد؛ مما لا يعكس أهمية من سمي به في الوقت الذي يكونُ شارع معتنى به ذو اسم قد لا يعرفه إلا من قام بتسميته.
أليس الأولى بلجنة تسمية الطرق والشوارع بأمانات المدن أن يعيدوا النظر في آلية وضوابط التسميات، وأن يستعينوا بذوي العلم والثقافة والخبرة؛ لتحقيق الاختيار الأنسب من الأسماء وفقًا لأهمية الطريق أو الشارع وطوله وعرضه وغيرها.
أما آن الأوان؛ لتصبح طرقنا منصات لتكريم أبناء الوطن ليكونوا نبراسًا وقدوة للجيل؛ ليحذوا حذوهم ويقتفوا أثرهم في خدمة وبناء الوطن؟!