في الوقت الذي تستهدف فيه مليشيا الحوثي الإرهابية وداعمها النظام الإيراني المواقع المدنية ممثلة في مطار أبها الدولي، بما يشكل خرقًا واضحًا للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية، جاء الرد السعودي حاسمًا وفوريًا باستهداف أماكن داخل اليمن لتخزين الصواريخ، ومعامل تصنيعها، ومخازن أسلحة، بما يكشف البون الشاسع بين من يرعى الأخلاق حتى في الحرب، ومن ينتهك الأعراف بهذا الشكل السافر.
قيادة القوات المشتركة أوفت بما وعدت به بتوجيه رد عاجل وحاسم وسريع للأهداف الحوثية، متجنبة الأهداف المدنية، رغم اتخاذ العناصر الحوثية الإرهابية من بعضها ثكنات ومراكز عسكرية، فجاء ردها رسالة اطمئنان لكافة المواطنين، ورسالة رعب لمليشيا الحوثي وداعميها في نظام الملالي بإيران.
وهكذا فإن محاصرة مليشيا الحوثي الإرهابية وتبعًا لذلك إيران يبقى هدفًا مهمًا وضروريًا من أجل محاسبة كافة العناصر الإرهابية المسؤولة التي خططت ونفّذت الهجوم الإرهابي على مطار أبها الدولي في وطننا الحبيب بما لا يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، ولعلي هنا أستذكر كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إبان قمم مكة الثلاث في أواخر شهر رمضان المنصرم وتركيزه فيها على الأعمال الإجرامية والإرهابية التي يقوم بها النظام الإيراني، فكانت بمثابة جرس تنبيه وإنذار للمجتمع الدولي لاستدراك ما قصّر في القيام به مسبقًا، مما أدى إلى تفاقم الوضع كما هو اليوم، وهو عين ما أوضحته كلمته – يحفظ الله – بقوله: “عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم”.