عبدالله غريب

لن يعيد التاريخ نفسه لأن الهدف ليس عربياً !!

(مكة) – مكة المكرمة

لن يعيد التاريخ نفسه ذلك التاريخ الأسود في عهد رئيس أمريكا الأسبق رونالد ريجن وعهد المشؤوم الإسرائيلي رئيس الوزراء مناحيم بيقن والرئيس الإسرائيلي حينها شيمون بيريز عندما خططت إسرائيل ونفذت عملية ” أوبرا ” التي تم التخطيط لها قبل ثمان سنوات تقريبا من وقوعها والتي بموجبها تم ضرب المفاعل النووي العراقي في مثل هذا الشهر من عام 1981م بمشاركة ثمان طائرات F16 حصلت عليها من أمريكا ضمن استراتيجياتها لحماية اسرائيل وتسليحها النوعي حيث انطلقت من طابا بسيناء عندما كانت تحت السيطرة الإسرائيلية ومما عرف حينها أن الضربة أتت ضمن الحرب بالوكالة عن أمريكا ضد العراق العربي في عهد صدام حسين الذي كان يخيفهم بالتفكير الجدّي في بناء مفاعل نووي قد يكون انطلاقة لصنع قنبلة ذرية مما أخاف إسرائيل فأخذت الإذن من الأم الغربية لتدمير هذا المفاعل وإجهاض مشروعه قبل الاستفادة منه نعم لن يعيد التاريخ نفسه هذه المرة لأنه ليس عربياً .

وبالفعل تمت العملية بنجاح ولو أنه غير مكتمل الأركان لعدم انهيار المبنى بالكامل إلا أنه تعرض لأضرار كبيرة بتلقيه ست عشرة قذيفة في دقيقتين صابت هدفها إلا اثنتين منها فقط بمعنى أوضح أنه عندما أرادت أمريكا قمع العراق الذي كان يملك رابع أقوى جيش عالمي ولتضعفه تماما فقد عملت على استهدافه من خلال سياسة رؤسائها الذين توالوا على كرسي البيت الأبيض حتى عهد بوش الإبن الذي أقحم العراق من خلال بناء الأحلام الوردية للرئيس صدام في احتلال عربي عربي باحتلال سافر لدولة الكويت الشقيقة ثم قلب المجن عليه من خلال اتهام العراق بحيازة السلاح النووي رغم عدم إعادة بناء المفاعل النووي بعد التفجير الذي حصل في عام 1980 بتدبير من الموساد الإسرائيلي ذلك العام الذي تمت فيه تصفية العالم النووي المصري “يحي المشد ” الذي كان يعمل مع العراق في بناء المفاعل النووي المستهدف بالتعطيل الجزئي ثم الكلي رغم التعاون القائم بين فرنسا والعراق في بنائه إلا أنه لم يؤت ثماره بوصول ما تم الاتفاق عليه من توريد المياه الثقيلة من فرنسا لأهداف سلمية في بداية الأمر وبتخصيب اليورانيوم من قبل علماء عراقيين وفيما بعد بدأت الهواجس والخيانات الغربية بتطويعه للرقابة من قبل مفتشين دوليين بعد ان علموا بأن صدام ينوي بناء مفاعل نووي سري بعد ضربة اسرائيل بأشهر قليلة ولكن لم يتمكن لأنه وقع فريسة توريط غربية وخيانة من عملاء عراقيين انقلبوا عليه بتخطيط غربي انتهى به للشنق وبالعراق إلى ما وصل إليه اليوم من تشظي وحرب داخلية طائفية وتمكين لقوى الشر الخارجية من مفاصله وفي مقدمة هذه القوى إيران وحزبها وأذرعها في العراق وحشدها الذي دنس حرمة العراق ومكوناته واقتصاده واستباح كل الأعراف الدولية وحقوق الإنسان تحت غطاء غربي وتنفيذ صفوي لم تخف مخرجاته اليوم على أرض وشعب العراق .

نعم لن يعيد التاريخ نفسه فتقوم ربيبة أمريكا وسادنة مصالحها الاقتصادية في الخليج العربي بالذات والعالم العربي المحيط بإسرائيل المدللة أمريكيا حيث تمارس إيران صلفها العلني يوميا من خلال أذرعها في العراق واليمن وسوريا ولبنان التي أعلنت في وقت سابق تمكنها من السيطرة على عواصم تلك الدول في مخطط تحقيق الهلال الشيعي الذي عبر عنه الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين عام 2004م عند زيارته للولايات المتحدة مبدياً تخوفه من هذا التمدد الذي تنبأ فيه بان تكون بغداد مستقبلاً من خلال وصول حكومة عراقية خائنة للعروبة متعاونة مع نظام الثورة الإسلامية في إيران مسرحا سياسيا للإيرانيين مما سيحمل تغيرات في خارطة المصالح السياسية والاقتصادية وهذا ما نشهده اليوم فعلا بدءاً من وصول حكومة نور المالكي وحتى اليوم لم يشهد العراق استقراراً ولا سوريا ولا لبنان بعد أن امتدت مخالب إيران وزرعت جيوشا إرهابية ثانوية لرعاية مخططاتها لتلغي بذلك الجيوش العربية الأصيلة الأصلية لتلك الدول التي تدافع عن عروبة هذه البلدان وكل هذا على مرأى ومسمع من أمريكا التي اليوم على لسان ترامبها تدعي حماية العرب من إيران الإرهابية تصنيفاً عالمياً وبذلك الإدعاء وتلك الحجج غطت البحار المحيطة والخليج العربي بقضها وقضيضها وعتادها العسكري الحربي وهي تدّعي وتعلن الحرب على إيران تارة وتخفي ما الله مبديه من تملقها واستخدامها لسياسة العصا والجزرة دون أن تفعل شيئا ولن تفعل فهي وإيران وإسرائيل محاور شر فعلية تتصارع علناً من خلال وسائل الإعلام العالمية وتتفق سراً ضد دول المنطقة وتعلن أنها ستحمي مصالحها فقط وتقفز على تعهداتها بحماية حتى مصالح الدول الحليفة .

وهذا ما يثبت تواطؤها أمام هجمات إيران وأذرعها جهاراً نهاراً في المياه الدولية وممراتها الضيقة وتستهدف الملاحة البحرية والسفن التجارية التي تقل حمولات بترول من السعودية والإمارات وتحاول تعزيز قدرات الحوثيين بأسلحة نوعية عبر دول خائنة سراً إذ واكبوا هذه الاختراقات البحرية بإطلاق قذائف وصواريخ بالستية من اليمن على أبها ومطارها المدني وكأن إيران تريد تشتيت الأنظار الدولية في وسط تواطؤ من الغرب والأمم المتحدة بل ومشاركة لوجستية في اليمن مع الحوثيين ضد الشرعية في خرم للمواثيق الدولية وما أنشئت من أجله وصمت دولي مشين بعد أن تحولت هذه المنطقة إلى صفيح ساخن في منطقة خطرة جدا وأمام اختلاط المفاهيم يشعر المراقبون أن هناك توافق بين هذه المحاور ضد العرب ومصالحهم رغم مصداقيتهم وجنوحهم للسلم نجد أمريكا تغض الطرف وتحيل هذه القضايا للتحقيق والمتابعة والبحث والتحري رغم كل الدلائل وكأنها لا تعلم ماذا يحدث رغم ترسانتها وتغطيتها الفضائية التي تثبت تورط إيران وأذرعها في حوادث شاهدة للعيان لازالت في عرض المياه والممرات الدولية غير الآمنة من الاعتداءات المتكررة على السفن التي لا علاقة لها ولا لطواقمها بالسياسة .

نعم لن يعيد التاريخ نفسه لأن ترمب يقول لن ندخل في حروب جديدة والسؤال : لماذا هذا التواجد الحربي كله المزعوم ضد إيران !؟ وهل ستقوم أمريكا بضرب المفاعلات النووية الإيرانية كما وجهت بهذا في العراق قبل أربعة عقود بل تؤكد من جهتها أن إيران بعد تعطيل الاتفاق النووي ضاعفت من تخصيبها لليوارنيوم وأنها مضت قدما في تنشيط مفاعلها النووي وكأنها تريد تأكيد تشجيعها لهم وابتزازها لدول المنطقة بكل بجاحة ووقاحة ولن تقوم بأي من هذه الاحتمالات التي جاءت من أجلها بل ستجعل من إيران شرطيا متجددا بأدوات جديدة تتفق معه سرا وتناوره جهرا وإن حصل وقامت بضربة فلن تكون غير أشبه بالكية التي تعالج المريض وتخرجه من الألم باتفاق سري على مكان الضربات وخلق هلع جديد تستفيد من مخرجاته المادية عشرات السنين بحجة حماية المياه الأقليمية والممرات البحرية الدولية واستنزاف قدرات الدول بأسلوب همجي ولو أنها صادقة لقامت ربيبتها بالوكالة بما قامت به تجاه العراق ولكن للأسف لن يتم ذلك لأن إيران وأمريكا وإسرائيل في خندق واحد ضد كل ما هو عربي فضلا عن كونه يحيط بهذه الدولة المارقة التي لا تلتزم بحقوق الجوار ولا حقوق الإنسان ولا المواثيق الدولية لحفظ السلم والأمن عالميا.

نقطة نظام :

حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخير للشرق الأوسط وضع النقاط على الحروف في التعامل مع الأحداث الراهنة ووضع حدا للتكهنات العالمية حول الوضع مع إيران وبالتالي ليتهم يعون الدروس ويتذكرون أن هذه البلاد محمية بأمر الله وبقادتها الحكماء وإيمانها بالجنوح للسلم قبل التفكير في الحرب التي لن تخيفها أبدا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button