لم يأبه المواطن كثيرًا بجولة الوزير أو المسؤول لموقع معين، والسبب وراء هذا الشعور المحبط لدى المواطنين؛ هو انصراف الجولة عن هدفها الرئيسي، وهو تفقد خدمات الناس، وتحسس احتياجاتهم، والاستماع إليهم عن مشكلاتهم، والتعرف على الخلل الذي استدعى مثل هذه الجولة، فنجد في المقابل جولته تتحول إلى ظهور إعلامي، والحرص على الانتهاء منها ورفع تقرير عنها، دون مراعاة النتيجة التي تحققت من ورائها، بل نرى ما هو مستفز للمشاعر، حين يبدأ العمل المنظم لتغطية هذه الجولة عبر وسائل الإعلام، والإيغال في التصوير، و(الفلاشات) حتى يكاد المواطن ينسى حاجته الأولى، وينشغل الرأي العام بـ(قفشات) الوزير، وتعليقاته الطريفة، وصوره.
وفي هذا السلوك الذي نراه لدى بعض المسؤولين أخطاء جسيمة -فيما أرى- ومغالطات للحقائق؛ عنوانها الخداع والوهم؛ لأن مثل هذا التضخيم الإعلامي يعطي مؤشرًا أن العمل (على ما يرام)،والمتابعة دقيقة لخدمات الناس، ودليل على ذلك هذا العمل الميداني الذي قام به المسؤول، وما يزعجني – بصفة خاصة – تلك التصريحات الواهمة عندما يقول إن هذه الجولات هي ضمن توجيهات ولاة الأمر، والصحيح أن ولاة الأمر حمّلتك الأمانة، بأن تنجز العمل على الوجه الصحيح، وبذلك لا تتجاوز جولة الوزير أو المسؤول دائرة التصريح الإعلامي، وأخذ الصور، و(السيلفي) مع المراجعين، هذا إذا ما كان المراجعون هم من الـ(كومبارس)الذين يأتي بهم مرافقو معاليه، وموظفو العلاقات العامة؛ كييلعبوا دور (الدوبلير) أمام عدسات وسائل الإعلام.
وربما ينتقد – كاتبَ السطور المواطنُ نفسه، أو غيره من القراء، فيقولون: سمعنا مثل هذا الكلام والنقد، ولا تزال مشاهد (الوزير جاي) تتكرر، و(الكلاكيتات) متكررة، دون جدوى، إذن السؤال الذي نطرحه على أنفسنا: ماهو الحل؟ بعبارة أخرى ماذا نريد من المسؤول أثناء جولته أن يفعل ؟!
وهذا السؤال حري بنا – ككتّاب –الإجابة عليه، وأقترح أن يبتعدمسؤولنا الكريم عن الجعجعة والفوضى الإعلامية، ويفتح حوارًا مع المراجعين، دون (فزعة) من المرافقين باختيار الأفراد، و(منتجة) الأسئلة، بل يفتح قلبه لهم، ويسمع منهم في حوار صريح – من القلب للقلب – بينه وبينهم، بعيدًا عن حواجز المكاتب، ومدرائها.
لست متشائمًا من أعمال المسؤولين، ولا أضمر كراهية أو موقفًا تجاههم، وأعرف أن ثمة استثناءً منهم، وضربوا لنا أمثلة من الشفافية، والوضوح في متابعة مسؤولياته.
نعم نحن من يطبل حتى يمل منه التطبيل في سفري بين الطائف والباحة منذ أكثر من ست سنوات وجسر وادي بوا تحويلة لعدم إنجازه فأين وزراء النقل الحالي وسابقيه .
وفي جوارنا مبني لمستوصف لوحته تشير لإنتهاء تشييده في الشهر السابع من العام سبعة وثلاثين بعد الاف واربعمائة للهجرة وإلى الأن تحت الإنشاء وهناك من يكيل المديح بلا استثناء .
نجيد التطبيل فهناك من يشكر مدير طرق احدى مناطقنا الجنوبية لإتمام جسر بعد عشر سنوات من التعثر .
هذا نحن نطبل ونطبل ونطبل حتى تعثرت وتوقفت كثير من مشاريع التنمية في بلادنا ونبتلع الوعود خلف الوعود .