المساجد بيوت الله وهي بفضل الله في انتشار وتوسع مستمر من إنشاءات، أو تجديدات، أو هدم وإعادة بناء. فأهل الخير ولله الحمد في هذا البلد المبارك دائما في استعداد وتحفز لشراء أراض مناسبة، أو الحصول عليها من قبل المتبرعين؛ لإقامة مساجد يذكر فيها اسم الله. ثم تستكمل الجهود من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بالإشراف والمساندة والدعم اللازم. ومن ثم لاحقا بالصيانة اللازمة من نظافة، بالإضافة إلى تأمين مستلزماتها. وإن كانت في واقع الأمر ليست بالمستوى المأمول من حيث تغطية جميع المساجد. ولكن بفضل الله تعالى جيران المسجد وغيرهم يقومون بتوفير النواقص حسب الاستطاعة. فالخير في أمة محمد مازال قائما والحمد لله. وفي حال عدم مقدرة، أو قلة إمكانيات أهل الحي تبدأ هنا معاناة أمام المسجد ومؤذنه في البحث .
والحقيقة ليست هذه المعاناة الوحيدة للإمام والموذن، ولو كانت المسألة اقتصرت على هذه المعاناة لهانت كثيرا. وإنما المسألة تتعدى إلى أكثر من هذا. فالمسجد بطبيعة الحال يحتوي في صفوفه على عقول مختلفة من رجاحة العقل إلى سيء الخلق وللأسف..!! فمن هنا تبدأ معاناة الإمام والمؤذن في كيفية التعامل مع مختلف مشارب الناس. فشخص يطلب من الإمام قراءة طوال السور، وآخر يطلب قصارها، وشخص يطالبه في التأني في السجود دون الركوع، وآخر يطلبه الاستعجال؛ لضيق في التنفس لديه . وشخص يطالب بإغلاق أغلب المكيفات، وآخر يطالب بفتحها كاملة. وقس على ذلك في أمور كثيرة في الإضاءة، وفي حجز الأماكن، وفي إبداء الرأي، وفي مواعيد إقامة الصلاة مع العلم وجود مؤقتة الصلوات، وغيرها من المشاكل المكررة في كل مسجد وكان الله في عون الائمة والمؤذنين .
إن من المأمول على جميع المصلين إدراك أن هذا المسجد ماهو إلا بيت من بيوت الله فلا يرضى أي أحد أن يرى المشاكل موجودة في بيته، فضلا على أن يتغاضى عمن يحاول التسبب فيها .. فكيف ببيت المولى عز وجل؟ بأن يرضى البعض برؤيتها، أو إيجادها لأسباب غير مقبولة أبدا. وحقيقة لانعلم كيف هذه الفئة ترجو الفضل من خالقها حين الوقوف بين يديه؛ لأداء الصلاة وهي لاتعرف جيدا معنى الحديث الشريف ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمهاجرمن هجر مانهى الله عنه “. أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا في الحياة عامة فكيف ببيت الله تعالى ؟ وكما نأمل من الوزارة الاهتمام بجميع المساجد من حيث توفير العمالة، ومستلزمات النظافة وهذا من الواجبات المفترضة على الوزارة لا على المصلين يامعالي الوزير .
ان على كل مسلم أن يتأدب مع الله ..فهذهةالمساجد بيوت الله فمن اللائق والذوق أن نحترمها ونحترم ما يراه إمام المسجد مناسباللمصلين وعدم التدخل في ادارة المسجد بالطريقة التي يراها …
هذه الظاهرة لا تقتصر على مساجدنا في المملكة فقط . بل هي ظاهرة منتشرة في معظم مساجد العالم . وقد ذكرت في مقالك اختلاف عقول وثقافات المصلين وهذا يكفي لإنتشار الظاهرة . والحل صعب الوصول إليه