يعتبر الترفيه من ضروريات الحياة عامة، لا سيما وحياتنا الأسرية المعاصرة تمر بتقلبات إقتصادية، لرؤية سعودية أعادت ترتيب أوراق ومصطلحات ساهمت في بناء مزدهر لحاضر ومستقبل المملكة، والتي بدورها ساهمت في الإرتقاء بفكر وثقافات الأسر السعودية، التي انخرطت بشبابها في سوق العمل الميداني التنافسي، للمساهمة الفاعلة في الإرتقاء بإقتصاديات الوطن، والحديث هنا قد يأخذنا إلى الزيادة الملحوظة في أعداد الأسر المنتجة، والشباب الذي هجر العمل المكتبي الرتيب إلى المشاركة في سوق العمل وصناعة سياحة ترفيهية واعدة بأيد سعودية ننافس بها دول متقدمة، ومن هنا وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 والهادفة إلى بناء وتنمية وتطوير مقومات الثقافة الترفيهية في المملكة، دشن صندوق الإستثمار السعودي إنشاء هيئة تخدم مجالات الترفيه، هدفها توفير الأماكن المناسبة والأنشطة الترفيهية التي توائم مجتمعنا السعودي، برأس مال 10 مليارات ريال تقريباً، تهدف بالدرجة الأولى إلى إنشاء قطاع الترفيه المتنوع ذي الجودة العالية، مستقطباً لذلك كبرى الشركات العالمية في صناعة الترفيه المتوافق مع معايير السلامة الدولية، مراعياً في ذلك إستحداث الآلاف من الوظائف للشباب السعودي، وإستقطاب ملايين الزوار في المواسم المتعددة في المملكة، حيث الربيع الماطر في مرتفعاتها والخضرة الخلابة في سهولها وأوديتها والصيف الجميل على شواطئها المترامية الأطراف، وبذلك تكون قد أعادت الأموال الضخمة التي كانت مهاجرة إلى دول سياحية خليجية وعربية مجاورة وأجنبية، والعمل الجاد على إستثمار تلك الأموال للمساهمة في النهوض الإقتصادي الذي تشهده المملكة، آخذة في الإعتبار الإستفادة بما تتمتع به جميع مناطق المملكة من موروث إسلامي وطني مرت به المملكة عبر التأريخ، إضافة إلى ما أنعم الله تعالى به على هذه البلاد من تنوع جغرافي ومناخي، فهي أيضاً تتمتع بالأمن والسلام الذي عمّ البلاد، والنمو الإقتصادي المتسارع الذي شهد له العالم أجمع، بما يعتبر أهم جاذب لرؤوس الأموال والشركات السعودية والأجنبية، للإستثمار في مجال السياحة والترفيه، وهنا أتطرق إلى كبرى الشركات العالمية 6فلاجز، التي تباحث معها عراب رؤية المملكة، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لتعاون متبادل لتوفير خدمات ترفيهية بحرية وبرية، لا سيما وأن الشركة تمتلك المقومات والخبرات الفاعلة في القطاع الترفيهي، ولها العديد من الفروع في امريكا والمكسيك وكندا، وهنا يأتي دور القطاع الخاص والشركات والمؤسسات الناشئة، التي حرصت هيئة الترفيه في قراراتها، بالعمل على إشراكها في منظومة صناعة السياحة والترفيه، وتوفير الفرص الواعدة لها للمساهمة في بناء وتنمية الأنشطة الترفيهية، لدعم الإقتصاد ورفع مدخول الناتج المحلي ودعم الشباب ذكوراً وإناثاً، للإنخراط في الوظائف الناتجة عن إستحداث العديد من أفرع الترفيه، في الواجهات البحرية والبرية ودور السينما والمسارح، التي أحدثت بإنشائها العديد من ردود الأفعال المختلفة، وفي ذلك من وجهة نظري أمراً طبيعياً في المجتمع السعودي المتنوع الفكر والثقافات، بما يعيد بذاكرتنا والتأريخ، لبدايات تأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وبداية تعليم المرأة في المدارس، وما تبعه من رفض وإنكار من بعض شرائح المجتمع، بل حتى بدخول السيارات إلى المملكة، كان هناك رفض شديد من إستخدامها، إذ اعتبرها البعض في ذلك الزمن ضرباً من الشيطان والسحر في تنقلها عبر الطرقات، والحديث نفسه بدخول المذياع وأجهزة التلفزة والفضائيات، ومع مرور الزمن تقبل الشعب تلك المتغيرات، ودرست الفتاة السعودية في مدارس المملكة، وبدعم لا محدود من القيادة الحكيمة حفظها الله، تقلدت أعلى المناصب المحلية والعالمية، وصارت السيارة من وسائل النقل الضرورية في حياتنا، ودخلت القنوات الفضائية جلّ بيوتاتنا، والحال نفسه فيما تقوم به هيئة الترفيه، وقد اختلط المديح بالنقد عبر وسائل التواصل، بين مؤيدين عطشى سئموا الإنغلاق لأزمنة مضت، وبين رافضين اعتبروا الترفيه إنحلالاً، وبين كل تلك الآراء تحرص هيئة الترفيه إلى التنوع في وسائل الترفيه التي تتناسب وفئات المجتمع العمرية والثقافية، بما ساهم فعلياً في بناء بنية تحتية في العديد من المناطق التي تقام عليها البرامج الترفيهية، بدءاً بشتاء طنطورة في محافظة العلا، وإلحاقاً بإحتفاليات مدينة الملك عبدالله الرياضية وكورنيش جدة والواجهة البحرية، التي شهدت إقبالاً كثيفاً، تناقلته العديد من وسائل الإعلام بالحوارات الهادفة والنقل المباشر لجميع إحتفالياتها، ولإمارة مكة المكرمة ومحافظة جدة والجهات الأمنية المعنية وأمانة جدة، الدور الفاعل في المحافظة على حسن سير تلك الإحتفاليات، بما يحفظ للشباب والعائلات حقوقهم بالتمتع بتلك البرامج في أجواء مطمئنة، وليس أدل على نجاح تلك الفعاليات، ما نشاهده من الأعداد المهولة من السعوديين وغيرهم بجميع فئاتهم العمرية، الذين اكتظ بهم شاطئ جدة صباح مساء، وقد ساهمت الحافلات السياحية التي سخرتها هيئة السياحة لنقل زائري الإحتفاليات، ساهمت في تخفيف الإزدحام وسلاسة الحركة المرورية، ولجذب المستثمرين ورجالات الأعمال لبناء المزيد من أماكن الترفيه وملاهي الأطفال، لا بد من توفر الإغراءات الجاذبة والتخفيف من الإجراءات الروتينية، لمنحهم التصاريح اللازمة لبناء لتلك المنشآت على أرض الوطن،
وقبل الختام وعبر صحيفة مكة، أرسل برقية لمعالي رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، مفادها: (أهنئكم على ما تقومون به من قفزات عصرية تسجل في تأريخكم الذهبي، وإن جاز لي القول: فأنتم تسابقون الزمن لتحقيق رؤية مستقبلية لمملكة معاصرة لواقع نعيشه، إذ السياحة صناعة رابحة تقتات منها تلك الدول الغير نفطية، وبها ترسم ميزانياتها الضخمة، وما تقومون به في هيئة الترفيه من جهود حثيثة لعودة تلك المليارات المهاجرة إلى الوطن، وقد هيئتم بنية تحتية لسياحة وآعدة في زمن قصير، وسابقتكم دول سياحية كبرى، هي الآن تتأسف لما يدور في المملكة من سياحة جاذبة، أفقدتهم الكم المهول من السياح السعوديين خاصة والخليجيين عامة، الذين غيروا وجهتهم إلى السياحة في ربوع المملكة، وقد بنيتم ذلك في حين لم يستطع الآخرون عمله في سنين سابقة، لأنكم ولما تحظون به من دعم سخي، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، لا تلتفتون إلى هؤلاء المحبطون لتصلون إلى الهدف المنشود، لبناء وصناعة سياحة وآعدة بعون الله تعالى، و في أبها الجنوب والطائف المأنوس مجال رحب لسياحة في أجواء ماطرة باردة، يقصدها أشقاؤنا في دول مجلس التعاون، والحديث عن شواطئ جازان وجمالها يطول، ليتها تجد نظرة من معاليكم لترتقي وتكون بيئة أكثر جاذبية، بالتعاون مع إمارات تلك المناطق والمحافظات.
وختاما..لصناعة سياحة ترفيهية تضاهي إقتصاديات النفط، نحن في حاجة ماسة إلى التصالح مع أنفسنا والشعوب الأخرى، والإنفتاح بين الأديان وتقبل الآخرين مطلب، لنشر ثقافات الدين الإسلامي بين كل الشعوب.