على الترفيه السلام

الترفيه مطلب مهم؛ لكسر روتين الحياة العملي الذي يفترض أن يكون جادًا من أجل الإنتاج والبناء، فيأتي للخروج بالمرء من رتابة حياته تلك لاستنشاق نوعًا من النفس العقلي والنفسي لإعادة ميكانيكيته بنفس مرتاحة وروح متقدة من شأنها تقديم جهد أفضل وعطاء متميز.

وقد جاءت هيئة الترفيه؛ لتقوم بهذا الدور لتحقيق هذا المطلب لكافة شرائح المجتمع من الجنسين وفقًا لاحتياجات مجتمعنا وضوابطه الدينية والاجتماعية ليحقق النتيجة المطلوبة وهو ما كان مفقودًا في زمنٍ ماضٍ إذ كان الشباب على سبيل المثال محرومين من توفر أماكن وبرامج تضفي عليهم الأنس والبهجة، وتشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

وقد عملت الهيئة جاهدةً على إقامة الفعاليات المختلفة في كثير من المناطق، والتي تستحوذ الحفلات الغنائية على النصيب الأكبر منها، بالإضافة إلى جلب الفعاليات الأجنبية وهنا أتساءل:
هل ما تقدمه الهيئة مشكورة تلبي احتياجات المستهدف؟!

هل أجرت دراسة مسحية (رأي عام) لمعرفة مدى رضا الفئة المستهدفة بعد حضور كل فعالية؟!

هل أخذت الهيئة رأي المجتمع بكافة شرائحه عن نوع وطبيعة البرامج الترفيهية التي يحتاجها للأخذ بها وتنفيذها؟!

هل مايتم إقامته في المملكة من برامج وفعاليات ترفيهية مستجلبة تتوافق وطبيعة توجهات الفئة المستهدفة الدينية والاجتماعية ؟!

وما تم بشأن إلغاء الحفل الذي كان مقررًا أن تقيمه “نيكي ميناج” ضمن إحدى الفعاليات العالمية الخاصة بموسم جدة لمخالفتها طبيعة الحفلات الغنائية التي تقام في السعودية يأتي ضمن هذا الصدد

.
إذ جاءت التوجيهات بإلغائها متضمنة مراجعة المعايير التي كان على ضوئها استضافة تلك المغنية العالمية لعدم ملائمة ظهورها لطبيعة الفعاليات الغنائية التي تقيمها الهيئة وفق ضوابط لا يمكن تجاوزها.

وعليه فإنه من اللازم على الهيئة الأخذ في الحسبان أن الترفيه صناعة وأن الفعالية منتج، ومن أسباب نجاح أي منتج أن يكون مفيدًا غير مضر، وأن يحقق أكبر نسبة ممكنه من رضا الجمهور، وغير ذلك من الأسباب والضوابط المحققة لنجاحه.
وإن لم تأخذ على عاتقها توخي الالتزام بأعلى المعايير فلا نقول سِوى: (على الترفيه السلام ).