عبدالرحمن الأحمدي

رائد النسابين

سعدت كثيرا بزيارتي الصحفية مؤخرا للمؤرخ والنساب الدكتور فائز بن موسى البدراني في منزله بالمدينة المنورة؛ لما اطلعت عليه في مكتبته العامرة لكتب قيمة،ولمؤلفات عديدة له شخصيا تجاوزت السبعين مؤلف في مجالات شتى ، ولماشاهدته من الوثائق التاريخية الهامة، ولصور في مناسبات مختلفة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان _ يحفظه الله حين كان أميرا للرياض_ آنذاك_، ومع الأمير سلطان بن عبدالعزيز _ يرحمه الله تعالى _، وغيرها من الصور، والشهادات التقديرية من كافة الشخصيات الاجتماعية . ولما لاحظته في شخصه الكريم من صفات إنسانية راقية من : جماليات الأدباء ، وتواضع المثقفين، ومصداقية المؤرخين، والمنهجية الواضحة في مؤلفاته العلمية المتميزة في مجال التاريخ الوطني، والعربي. إضافة إلى اهتمامه بعلم الأنساب.. العلم الذي أبدع فيه حتى أطلق عليه ممن حوله من المهتمين “رائد النسابين” وهو جدير بهذا اللقب المستحق .

وحقيقة أثتاء هذه الزيارة تعمدت بعض المشاكسات الصحفية مع الدكتور البدراني من حيث التلميح باهتمامه وانحيازه لمدينته، أولقريته،أو لقبيلته فقط. فأدركت بأن المؤرخ القدير لم يكن متقوقعا داخل إطار ضيق تسوده المناطقية، أو القبلية، أو الانغلاق الاجتماعي بصورة عامة. ولكن كانت قبيلته الكبرى هي قبيلة الوطن الغالي .

من خلال الاطلاع المباشر على العديد من المبادرات الاجتماعية، أوالمؤلفات الكثيرة سواء عن مدن المملكة، أوعن شؤوون عوائلها الكريمة. بل تجاوزت اهتماماته العلمية إلى دول خليجية. وهو بذلك أثبت لنفسه ولغيره أن من واجبات المؤرخ، أو النساب على حد سواء توضيح كل شاردة وواردة، وإعطاء المعلومات الكافية عن الحقائق الواقعة. مع أهمية امتلاك الأدلة الواضحة التي لاتقبل التشكيك، ولا تحتمل التأويل. وخاصة في مجال الأنساب الذي يشهد دخول بعض المتطفلين عليه في الآونة الأخيرة. وكأن الغرض من دخوله هو البحث عن أمجاد شخصية من مكانة، وشهرة، وخلافه .

إن من المأمول والمرجو من الجهات الرسمية ذات العلاقة إنشاء هيئة، أو جمعية، أو لجنة؛ تهتم بعلم الأنساب، وتضم نخبة من أصحاب الشأن بهذا العلم القديم والمعروف في الجاهلية، والإسلام على أن تتوافر الشروط الواجبة في كل من ينضم لهذه المبادرة وعلى سبيل المثال لا الحصر الأخلاق الحسنة، والعلم ، والأمانة، و المهنية ، وأيضا الاحتفاظ بالمراجع التاريخية الموثقة، وأن يكون المقصد هو إظهار الحق دون محاباة أو مجاملة، وغيرها من الشروط الممكنة. وعليه فقد حان وجود مثل هذه المؤسسات الإنسانية الثقافية بدلا من الاجتهادات غير الموفقة من أشخاص لايلتزمون بالمعايير العلمية، والعملية في علم الأنساب ويخوضون في مسائل حرجة لا قدرة لهم فيها من حيث امتلاك المعلومة الناجعة، ولا من حيث امتلاك ثقافة الاعتذار عند حدوث الخطأ. فالخطأ والخلط في الأنساب له عواقب وخيمة جدا . فهل نرى قريبا هذا المشروع الاجتماعي الهام؟ هذا مانأمله لمن يهمه الأمر .

Related Articles

3 Comments

  1. ان العناية بعلم الانساب من الامور المهمة جدا لكن يجب الحذر حتى لايصل الامر التفاخر بالانساب والوقوع في المحذور كالعصبية القبلية وما شابهها…

  2. لافض فوك اخي عبدالرحمن فكل ماذكرته عن المؤرخ القدير الدكتور فايز فهو يستحقه واكثر من ذلك فلقد عرفته منذ زمن بعيد وقد بذل الجهد الكبير من الوقت والمال والطاقة الجسدية في البحث عن المعلومات التاريخيه الوثائقيه
    فله الشكر الجزيل من قبائل حرب وغيرها في هذا الوطن المعطاء لما بذله من مؤلفات يندر وجود مثلها في مجتمعنا اليوم .

  3. الدكتور فايز موسى البدراني من الباحثين والنسابين المتميزين في علمه وعمله.. بارك الله في مجهوداته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button