في التاسع من يونيو الماضي 2019م التقى ترامب وتميم في واشنطن بدعوة من الأول للأخير وعزفت قنوات الإعلام القطرية على هذه الزيارة وجعلت منها وكأنها انتصاراً كبيراً دعمته بالترويج بتوقيع اتفاقيات بين التائين ترامب وتميم بمئات المليارات لصالح المضيف جاء ذلك بعد مؤتمر المنامة مباشرة ليكشف عوار وخواء هذه الدعاية الفاشلة لقطر ومرتزقتها في قنواتها الإعلامية الرسمية والمأجورة وكانت هذه القنوات تحاول النيل من الدول المقاطعة لقطر رغم علمهم أن هذه الدول حليفة قبلها بطبيعتها لأمريكا في الوقت الذي تناقض بتقاريرها نفسها بنفسها وهي تقلل من العلاقات السعودية الأمريكية الراسخة وترفع من شأن العلاقات القطرية الأمريكية النفعية الوقتية المستجدة بنفس الشخوص والضيوف الذين تستضيفهم القنوات القطرية دائماً وهم يلوكون ويكررون نفس العبارات الشامزة المملاة من كبار الأخوان لديهم في سبيل قبض الثمن من قطر في جميع القنوات والسوشل مديا والمواقع الإلكترونية التابعة لها وهو تناقض فاضح بين تطبيلهم لهذه الاتفاقيات ومخرجاتها لصالح أمريكا في الوقت الذي يعيبون على دول المقاطعة حسب تعبيرهم بما توقعه من اتفاقيات مع أمريكا وصفقات أسلحة للدفاع عن بلدانها برجالها وليس برجال جيوش من خارجها كما تفعل قطر.
جاءت أصوات الأخوان المسلمين في قطر وتركيا وإيران والمتخفية في بعض دول أوروبا لتكمل مسيرة التطبيل للقاء ترامب وتميم وما حصل من توقيع اتفاقيات مليارية وكأنها خطة إعلامية دبرت بليل تم تجهيزها ليكثر النباح بين الأصوات النشاز في هذه الدول التي تحتضن المتطرفين من الأخوان ومن القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى المحظورة دوليا التي بدأت تلوح في الأفق محاصرتها والتنكيل بها من حليف قطر ترامب الحكيم ضد تميم الوسيم لينال محبوه والمستظلون بهباته ودعمه ما ينالون من مطاردات وتحجيم دولي سيصل لعقر دار قطر وتركيا وإيران ولن يفلتوا من العقاب فأمريكا تسعى خلف مصالحها وتؤيد حلفاءها الحقيقين وليس المتمصلحين وقت شدتهم واختناق سبلهم وهذا ما بدأ يظهر جليا في بلدانهم ومجتمعاتهم المختنقة .
قطر وقعت هذه الاتفاقيات المليارية مع ترامب محاولة منها لزيادة حظوظه في انتخابه فترة قادمة وقد ينعكس هذا التطبيل الاعلامي لترامب في هذه الفترة في حالة نجح الديموقراطيون في عدم التجديد لترامب في الانتخابات القادمة مما سيوقع قطر وإعلامها في حرج كبير وقد يصل لمضايقة الإعلام الديموقراطي لقطر وإعلامها الذي يسير في دائرة دون تحديد اتجاه البوصلة بطريقة احترافية بل بطريقة استرضاء الحالي وربما يكون على حساب القادم غير المعلوم فقطر هرولت لعقد تحالف مع ترامب من باب الكلام لك يا جمهوري واسمعونا يا ديموقراطيين .
قطر لا تعترف بالحلفاء فهي الأن وبقدرة قادر وقعت بين مطرقة أمريكا وسندان تركيا وكلاهما في صراع بدت تظهر بوادره السيئة على أوردوغان المأزوم سياسيا واقتصاديا وشعبيا ومن ترامب على وجه التحديد الذي يلوح بعقوبات على تركيا بسبب تعاقدها مع الروس لشراء منظومة الصواريخ في الوقت الذي هزأ ترامب رئيس تركيا والوفد المرافق له عند لقائه بهم بعبارات تهكم لم يجرؤ الرد عليه إلا بنظرات البؤس والضعف والآن أوقف التعامل وتدريب الطيارين الأتراك وأوقف صفقة الطائرات المباعة لتركيا وقد يعزل تركيا خلال أيام بعقوبات شبيهة لعقوبات إيران وعندها تميم وحكومته سيجمعان بين حليفين متباغضين على أرض قطر مسرح الأحداث والإحداث وسيتكون ردة فعل الحليف أردوغان غبية على تميم أمام صرف عشرات المليارات لترامب الذي يكن العداء لأردوغان الذي وضع يد الحماية لقطر بطلب من تميم الذي أصبح جيشه لا يعرف إلا بالبزة العسكرية القطرية بعد سلبهم إرادتهم وجعلهم تحت إمرة الجيوش الوافدة لحمايته .
طبعا كلنا نعلم أن الإعلام القطري يحركه الأخوان المتمكنون في جميع مفاصله في جميع وسائله ولكنهم ظهروا على حقيقتهم في زيارة تميم إذ لم يشنوا هجوما عليه عندما وقع اتفاقيات مع ترامب بمئات المليارات والذي فضح قطر بقوله أن قاعدة العديد تم تجهيزها من المال القطري من وإلى وهم يعلمون أن هذه القاعدة كانت منصة لإقلاع الطائرات الأمريكية التي قتلت مئات الآلاف العراقيين بأموال قطرية ولم ينطق الإعلام الأخواني عن افتخار تميم بأن ملياراته وظفت ملايين الأمريكيين رغم أنهم كانوا يشنون هجومهم قبلها على ورشة المنامة ووصفوها بأنها مبادرة أمريكية لبيع القضية الفلسطينية في الوقت الذي ثبت للرأي العام العربي بأن قطر فعلا تخلت عن قضايا الشعوب العربية وأن شعاراتهم المبنية بعقول أخوانية مجرد كذبة تعمل لمصالح حزبية وليست كما يروجون لها في برامجهم الحوارية ونشراتهم الإخبارية فهم يكيلون بمكيالين تبعا لمصالحهم في ظل غياب العقل القطري الذي سلم مفاتيح البلد لأكثر من جهة وأصبح لا فرق بينه وبين المقيمين في قطر من غير الشعب القطري المغلوب على أمره الذي أصبح أقلية بين جيوش عجمية من الغرب والشرق بفضل سياسة تميم الخرقاء تجاه مواطنيه وتجاه جيرانه .
انعطافة قلم :
في اعتقادي أنه لم يعد لقيادة قطر في منظومة مجلس التعاون الخليجي مكان ولا مقعد وأن القرار بيد قادة هذه الدول بأن يتم عزلها حتى تثوب لرشدها وتنفذ ما عليها من تعهدات والتزامات وإلا فليس بعد ما حصل ويحصل منهم من أمل ليبقوا في هذا الجسد كالسرطان الخبيث الذي لابد من استئصاله لتجنّب آثاره الجانبية .
كاتب صحفي