في صيف هذا العام 1440هـ، قدمت لجنة التنمية في مدينة الأطاولة بالتعاون مع السكان “مهرجان الأطاولة التراثي الخامس” في حلة جديدة بفكر إبداعي غير مسبوق في المنطقة؛ حيث فتحت نافذة واقعية على الماضي ترتكز على أربعة أركان أساسية:
الركن الأول القرية التراثية بما تحمله من عبق الماضي في إنشاء مبانيها من منتجات البيئة المحلية؛ حيث بنيت من الحجر، وسقفت من الخشب في تناسق معماري فريد.
والركن الثاني متحف الشملاني بما يحتويه من الأدوات التي تقوم عليها حياة السكان في الماضي.
والركن الثالث سوق الربوع التاريخي، والذي أحياه السكان من خلال العديد من حفلات الفولكلور الشعبي للمملكة العربية السعودية.
والركن الرابع وهو الجديد الذي يحمل بصمة الإبداع بكل ما تحملة الكلمة من معنى وهو الوادي القديم، والذي يصور بكل دقة واحترافية جهود السكان قديمًا في إنتاج غذائهم في تمثيل مطابق للواقع لأساليب الزراعة القديمة من زراعة البذور إلى طحن المحصول في منطقة كانت تزود مدن الحجاز خصوصا مكة المكرمة ومن يزورها من الحجاج والمعتمرين بما تحتاجه من الحبوب واللوز والسمن والعسل.
ويقدم أيضًا صورة أخرى مبهرة تتمثل في طريقة البناء حية على الهواء مع الصدح بأرجوزات معلم البناء ومعاونيه.
بعد كل هذا الجمال والجهد المضني لا يجب أن يكتفى بشكر الزوار والمغردين للقائمين على المهرجان، بل يجب على الهيئة العامة للسياحة والتراث توجيه الشكر للقائمين على المهرجان، وتبنيه ودعمه ماديًا ومعنويًا، وحفظ حقوق الفكرة لأصحابها، ونقل تجربة الوادي القديم إلى بيت الباحة في الجنادرية.
تربوي متقاعد