الإيجابية كلمة بألف معنى، فعندما تكون إنسانًا متصالحًا مع ذاتك، وتنظر للحياة بعين الجمال والتفاؤل، يشع من داخلك نور ساطع يطغى على ملامحك الخارجية، فيجعل من يراك ويتعامل معك يشعر براحة عجيبة، ولا يعلم بأن السبب هو الطاقة المنبثقة من روحك الجميلة، فأنت أحيانًا حينما تتأذى أو تقذف بسهام مسمومة تخترق قلبك فتدميه، كل ذلك وأنت مبتسم في وجوههم وكأن شيئًا لم يحدث، فيعتقدون أنك لاتملك الإحساس وفاقد للشعور أو أنك راضٍ بما يحدث، ولا يدركون واقع أن الابتسامة جزء لايتجزأ من شخصيتك وأخلاقك، فهي لاتفارقك أبدًا برغم كل مايحدث، فأنت إنسان متسامح وتحب الآخرين، ولايمكنك أبدًا أن ترد الإساءة بمثلها، لأنك بذلك ستفقد جوهرك البراق، أن تكون شخصًا إيجابيًا لا يعني أبدًا أنك لن تحزن أو تتألم، لكن هي أن ترى نور الشمعة الذي يتذبذب وسط عاصفة ممطرة، فهي مرشدك الوحيد لملاذك الآمن، الإيجابية تعني أن تخفي الجزء المكسور من آنيتك الخزفية الجميلة حتى تراها بأبهى صورة، الشخص الإيجابي عنده حلول لكل المشاكل، ولو لم يجد حلًا تجده قد تعايش مع الواقع، وانسجم مع الأحداث بطريقة مرنة تجعله قويًا من الصعب كسره فهو يتشكّل بحسب الظروف والأحداث، لأن قوته تنبع من داخله، فإن كان الداخل قويًا صلبًا، فلن يتأثر بعوامل التعرية الخارجية مهما كانت، فلديه محرك داخلي جبار لايتوقف أبدًا، فإن لم يعجبه الطريق المليء بالأشواك الذي سلكه عن طريق الخطأ، تجده قد اخترع أداة تسحق الأشواك أو ارتدى حذاءً متينًا يحميه منها، أو بكل بساطة يسلك طريقًا آخر، الإيجابي ينظر دومًا للجانب الممتلئ من الكأس، وإلى تناسق الألوان في اللوحة العتيقة، فهو يحب الحياة بكل مافيها ويعيش كل يوم في حياته وكأنه يومه الأخير، أن تكون إيجابيًا لهي صفة عظيمة فهي موجودة بكل منا ولكن بنسب متفاوتة، على كل شخص أن ينقب بداخله عن مواطن قوته ويتشبت بها؛ لأنها هي مرفأه الآمن بعد العاصفة فالقوة فقط تنبع من الداخل ….انتهى.
0