إن الحياة في بيئة السجن التي تحكمها ضوابط وقواعد مشددة وحدود مقيدة؛
يعتبرها كثير من الناس مليئة بالمخاطر الاجتماعية، والتي قد تؤدي إلى تغيير شخصية السجين كليًا.
يعتبرها كثير من الناس مليئة بالمخاطر الاجتماعية، والتي قد تؤدي إلى تغيير شخصية السجين كليًا.
ويتفق الكثير من علماء النفس وخبراء الجريمة على أن السجناء يتكيفون تدريجيًا مع البيئة خلف القضبان، فيما يسمى بعملية التأقلم مع الحياة داخل السجن اجتماعيًا وثقافيًا.
ومن جمال ذلك أن تتحول المحنة إلى منحة والبلاء إلى عطاء.
وكلنا نتفق على مرارة السجن وأنه من الغربة لمن ينزل به.
وهو وسيلة لتأديب المخطئ وإصلاح شأنه وتنبيهه من غفلته وإيقاظه من رقدته.
وهو وسيلة لتأديب المخطئ وإصلاح شأنه وتنبيهه من غفلته وإيقاظه من رقدته.
وقد شدني ما قرأت وشاهدت في صحيفة “مكة” الإلكترونية من لقاء رئيس تحريرها مع أحد النزلاء، والذي ترتسم البسمة على محياه وهو يتحدث للصحيفة بكل تفاؤل: (كسرنا انجبر من خلال برنامج إدارة الوقت الذي أعادنا للحياة).
إذاً لابد أن يترسخ في عقولنا بأن النزيل الذي يقيم وراء القضبان هو شخص له مشاعره وأحاسيسه، وما هو إلا فرد من المجتمع وقع في خطأ أو ارتكب جنحًا بسبب ضعف إنساني أو نقص بشري زلت به القدم لاتباع شهوة عارمة أو شبهة مضلة أو مخالفة وخروج عن نظام متبع أو بسبب مسلك غير سوي أوقعه في ذلك الخطأ، ومع هذا كله فهناك أيادٍ مسؤولة تمتد إليه بعين الشفقة والرحمة ، فتعيد له الأمل والرشد، وقد تقسو عليه قليلًا لينزجر ويرتدع.
ولا يخفى على ذي لب أن الشريعة الغراء جاءت واضحة جلية تنظر إلى الثواب والعقاب نظرة الرحمة والسماحة، وأن الأخطاء التى يقع فيها المذنب أو المخطئ تقع منه لنقص وضعف، لكونه بشرًا يعتريه الزلل والخطأ.
فقد روى الترمذي وابن ماجة، وصححه الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
لذلك لا ينظر إلى المخطئ والمذنب بنظرة السوء والشناعة.
بل يرفق به ويرقق ويستصلح ويناصح إلى الخير، وهذا ما نراه جليًا في الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة رعاها الله لشؤون النزلاء ومايقوم به سمو وزير الداخلية ومعالي رئيس أمن الدولة من جهود وترتيبات تتعلق بالنزلاء.
بل يرفق به ويرقق ويستصلح ويناصح إلى الخير، وهذا ما نراه جليًا في الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة رعاها الله لشؤون النزلاء ومايقوم به سمو وزير الداخلية ومعالي رئيس أمن الدولة من جهود وترتيبات تتعلق بالنزلاء.
منذ إيداعهم السجن وحتى مابعد الإفراج عنهم.
ويشمل ذلك كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لهم وأسرهم والتشغيل والتدريب على بعض المهن التى تتناسب مع قدراتهم وميولهم.. تحفيزًا لهم لممارسة حياة طبيعية في مجتمعهم..
ومساعدتهم على تخطي العقبات نحو حياة كريمة جديدة، مدركين أن النظرة السلبية للنزلاء هي من أقسى أنواع العقاب.
ومساعدتهم على تخطي العقبات نحو حياة كريمة جديدة، مدركين أن النظرة السلبية للنزلاء هي من أقسى أنواع العقاب.
لذلك دعت المجتمع أفراد ومؤسسات الإصلاح في المجتمع لإعادة النزيل إلى التأمل ومراجعة النفس.
إن تلك الملامح المتفائلة على ذلك النزيل وما قام به من أعمال فنية رائعة لهي دلالة واضحة على أن ضميره أنبه وأن سجنه أيقظه بهمة سامقة..
ولسان حاله يقول:
السجن أرقني وأيقظ همتي
فأنار لي دربي عن الهفوات
أيقنت معنى للحياة يقودني
أيقنت معنى للحياة يقودني
ومنعت نفسي زلة الخطوات
ورجوت من رب كريم عفوه
ورجوت من رب كريم عفوه
يمحو الخطايا غافر الزلات
فكل الشكر والعرفان لهذه الدولة المباركة برجالها وأجهزتها، ممثلة في رئاسة أمن الدولة وإدارة السجون على مبادرتهم وابتكاراتهم للبرامج الرائدة، والتى تبعث الحياة والرقي والفائدة بكل النزلاء؛ ليكونوا لبنة صالحة لأمتهم ومجتمعهم.