د. عبدالله العساف

السعودية في قلب العالم

في مثل هذه الأيام من كل عام تستقبل المملكة العربية السعودية موسم الحج، الذي توليه كل اهتمامها وعنايتها، بل إن مصالح المؤسسات الحكومية دون استثناء توجه خلال هذه الفترة لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ويتضح ذلك جليًامن خلال تنافس القيادة والحكومة والشعب بتقديم الجديد والمتميز في كل عام، وهو ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء بقوله: إننا نفتخر في هذه البلاد قيادة وحكومة وشعبًا بخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين”، كما وجه الوزراء بمضاعفة الجهود، وتذليل العقبات في سبيل راحة الحجاج.

     هذه الجهود العظيمة، والتوجيهات السامية، بحاجة إلى جهود إعلامية تقابلها، وتتحدث عنها، فكما يقول إيفلي :”لا يكفي أن تفعل الخير.. ولكن أظهره للناس” وخصوصًا في هذه المرحلة التي يسعى الإعلام المؤدلج لتوجيه فوهاته المسمومةصوب السعودية، ببرامجه المضللة، وادعاءاته الباطلة، وضيوفه المأجورين الذين يحاولون بكل جهدهم التقليل من الإنجازات الحاضرة التي يشهد بها ويوثقها ثلاثة ملايين الحجاج  في كل عام، وتنكرها عدسات الجاحدين وتخرس عنها ألسنة الحاقدين، كما وصفهم الشاعر بقوله:

وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد

وينكر الفم طعم الماء من سقم

ولأننا في عصر التواصل والإعلام الرقمي  الذي  أحدث  ثورة في عالم الصحافة والأفلام والتصوير الفوتوغرافي، وسهل عملية التوثيق والرصد وصناعة المحتوى، والأفلام القصيرة من خلال الهواتف المحمولة، التي جعلت من الجميع إعلامياً، بل ومالكًا لقناته الخاصة، فمنذ أن دخلت هذه الهواتف ميدان العمل الإعلامي تدريجيًا ابتداء من خدمات الرسائل قبل عدة سنوات، ثم تطورت بتطور الأجهزة الذكية حتى غدت مؤسسة إعلامية متكاملة، لم تغير فقط في إنتاج الأخبار، بل ومن طريقة استهلاكها؛ فتحولت صناعة الأخبار، والأفلام القصيرة، وإجراء العمليات الفنية، المونتاج والصوت والتحكم في الألوان والخلفيات والموسيقى التصويرية، والتعليق عليها، ومشاركتها عن طريق الموبايل، الذي أضحى الوسيلة الإعلامية المفضلة لدى شريحة كبيرة من الأفراد إلى هواية، ومهنة وصناعة متقدمة لها أسسها ونظرياتها، وفرضت نفسها على مناهج كليات الإعلام وأقسامه.

   ومما يزيد من أهمية الهواتف المتنقلة، ما تحمله الأرقام من دلالات مهمة يجب استثمارها، والاستفادة منها في إيصال رسالتنا: # العالم_ في قلب_ المملكة،  فما تعلنه الدراسات والإحصاءات  بأن عدد الذين يمتلكون هواتف  محمولة سيرتفع إلى 11.6 مليار مستخدم بحلول عام 2020، كما إن حجم تبادل البيانات والمعلومات عبر الإنترنت سيصل إلى 366.8 اكسابايت بحلول عام 2020. يجعل مسؤوليتنا تجاه إبراز خدمات السعودية للمدينتين المقدستين وقاصديهما كبيرة بحجم التحديات والآمال.

      فالحج كنز لا يفنى من القصص الإخبارية الطازجة من الميدان للباحثين عنها من المحترفين والهواة، فالتقارير اليومية المصورة، والأعمال الإنسانية التي يقدمها رجال الأمن خارج مهمتهم الرسمية، وأعمال الإرشاد والاسعاف، والتخلص من النفايات، ومنشأة الجمرات العملاقة، وتميز السعودية في إدارة الحشود الضخمة وغير المتجاتسة، وتطويع التقنية لخدمة الحاج، وطريق مكة الإلكتروني لتيسير الإجراءات، ألا يمكن أن نصنع منها أفلامًا وثائقية، وقصيرة عن الحج والحجاج؟!،

فقبل عام استضاف برنامج خادم الحرمين الشريفين معمرة إندونيسية للحج، كان من الممكن صناعة فلم قصير عن رحلتها وأمنيتها التي تحققت ومصاحبتها من قريتها في إندونيسيا إلى عودتها إليها.

 هذه الأعمال الإعلامية سوف تجوب العالم، وسوف تتحدث عنًا وسوف يحتفظ بها الحاج، ويتبادلها مع معارفه، وستصبح مرجعًا لكل من يرغب في الحج والعمرة، إذا أحسن إخراجها وترجمتها إلى لغات العالم الإسلامي، فضلًا عن كونها مرجعًا لوسائل الإعلام العالمية المنصفة التي تتحدث عن الجهود السعودية، ولكم أن تتخيلوا أحد الأفلام الأمريكية عن إنقاذ مجندة أمريكية وقعت في قبضة الجيش العراقي، ماذا كانت نتائجه التي استطاع تحقيها:

صنع صورة جميلة للجيش الأمريكي المتحضر الذي يعمل بطريقة إنسانية لمساعدة الآخرين.
عكس شجاعة الجندي الأمريكي، وتضحيته بنفسه من أجل إنقاذ زميلته.
تعزيز الهوية الأمريكية، بدفاعها عن الحق والقضاء على الأشرار الذين يهددون أمن واستقرار العالم.
يجسد الفيلم وعي الجندي الأمريكي بالقوانين والأعراف الدولية.

   وغيرها مما حاول الفيلم إبرازه وترسيخه في نفس المشاهد، واليوم لاعذر لنا، وقد افتتحت دور السينما في بلادنا، ولدينا من الإمكانيات والموهوبين والمبدعين الذين وجهت لهم دعوات للمشاركة بتسعة أفلام قصيرة لأول مرة في مهرجان كان السينمائي2018، أن نستثمر موسم الحج ونستخرج منه مئات الأفلام والقصص الإخبارية، حتى تصبح

#السعودية_في_قلب_العالم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button