أتذكر قبل أكثر من عقد من الزمن أننا كإعلاميين ونحن نغطي عبر الصحف المحلية موسم الحج كنا نعاني من بعض التنقلات والحضور قبل وأثناء أيام الحج في المؤتمرات التي تقام من قبل الأمن العام وبعض الوزارات الأخرى المعنية بتقديم خدماتها لضيوف الرحمن وكانت المعاناة إلى وقت قريب في صعوبة الوصول لمقر المؤتمرات التي كانت تعقد بمشعر منى ، وفي عدم تأمين مقر لعمل هذه البعثات بالذات في مشعر منى والتي كانت تعتمد على علاقة المسؤولين في الصحف أو الصحفيين بالجهات التي تستضيفهم وبعد انقطاعنا أتمنى أن تكون قد انتهت معاناة عدم توفر المقرات لأنهم يقدمون خدمة ضرورية .
اليوم الخميس السابع من ذي الحجة ١٤٤٠هـ شهدنا تطورا ملفتا للنظر بعد أن صدر توجيه سمو وزير الداخلية بنقل المؤتمر الصحفي للحج ولأول مرة ابتداء من هذا العام إلى داخل مكة المكرمة في حي العوالي بمقر المركز الوطني للعمليات الأمنية ( 911 ) والذي يمكن الوصول له بكل سهولة وبدون تصريح سيارة كما لو كان في مرقعه السابق في منى وهي معاناة سابقة لرجال الصحافة والإعلام، ولكن كان لتوجيه سمو وزير الداخلية الدور الكبير في إنهائها والذي يعبّر عن تفهم سموه لرسالة الإعلامي والإعلام وضرورة تقديم كافة التسهيلات للوصول للمكان المستهدف بالتغظية الإعلامية وللحصول على المعلومة التي تخدم رسالته في إطار الخدمات التي يرى ولي الأمر أن تصل لجميع أنحاء المعمورة بوجه عام وللمسلمين على وجه التحديد من خلال الكلمة المعبرة والصوت والصورة الصادقة في نقلة نوعية للإعلام في موسم الحج بالذات ، بخلاف تجهيزات المركز والذي يعد أحد المراكز الأمنية النموذجية.
كنت من المتابعين للمؤتمر الصحفي للحج الذي نقلته القناة السعودية الأولى والاخبارية، الذي تحدث فيه ممثلون عن أمن الدولة والداخلية والأمن العام والدفاع المدني والصحة والهلال الأحمر هذه الجهات المعنية بالكثير من الخدمات التي تقدم للحجاج ضيوف الرحمن وضيوف المملكة والحقيقة أن الإحصاءات التي قدموها بشفافية ودقة تعطي مؤشرات لنجاح الحج بإذن الله وتغطية جميع المشاعر في مكة المكرمة وحتى في المدينة المنورة لما يقرب من مليوني حاج ، غير حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين وهو أمر تضطلع به المملكة وقيادتها الراشدة وحكومتها الرشيدة بكل فخر والجميع يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة هذه الملايين من المسلمين في مثل هذا الشهر من كل عام وطول العام في موسم العمرة والزيارة . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
أتذكر بأن سمو الأمير سعود بن عبد المحسن إبان كان في مكة المكرمة صرح في لقاء مع سموه بأن 600 كاميرا تراقب داخل الحرم المكي واليوم يتحدث أمن الدولة عن نشر 5000 كاميرا رقمية تراقب المشاعر وحركة الحجاج وتفويجهم وداخل الحرم بعد التوسعات التي شهدها في السنوات الأخيرة وعليكم الحساب في معرفة التطور وارتفاع الرقم وقيسوا عليه جميع الأرقام العددية الكمية والكيفية سواء في العناصر البشرية الأمنية والمدنية الرسمية والتطوعية التي تم تأهيلها وتدريبها للقيام بالمهام المسندة لهم في هذه المواسم الدينية سواء في رمضان أو الحج أو الزيارة وفي جميع الأوقات باعتبار مكة والمدينة مهوى الأفئدة لأداء هذه الشعائر في أطهر بقعة على وجه الأرض أو في التجهيزات التقنية الحديثة التي تعين وتساعد الكوادر المختلفة لتقديم الخدمات الأمنية والصحية والحماية من مخاطر الحرائق والأمطار والسيول وخدمات النقل والتفويج عبر قطار الحرمين بين مكة والمدينة أو قطار المشاعر وأكثر من 25000 حافلة مهيأة ومكيفة للتنقل ودورإيواء يربو عددها عن أربعة آلاف دار ونزل فندقية ومايزيد عن 350000 خيمة ضد الحريق في منىإلى جانب الخطط المرورية التي تعد بحيث لا تسمح بوقوع أي زحام في الطرق بين المشاعر وإلى الحرم في أقصر وقت وبكفاءة وجودة عالية .
تخيلوا في هذا الوقت الذي تشيد فيه دول العالم قاطبة بما فيها الغرب وأوروبا والدول العربية والإسلامية عبر وكالات الأنباء والتلفزة والإذاعات والمتحدثين الرسميين في وسائل الإعلام بنجاح المملكة في إدارة الحشود بكل يسر وسهولة ويتعجب الغرب بالذات كثيرا من هذا التنظيم في مساحات محدودة مقيدة بأداء المناسك وفي أيام معدودة وكل هذا الجمال يتداول الناس عبر التواصل الاجتماعي بشيء من التهكم والاستهزاء والاحتقار صورا للحوثيين وهم ينقلون مجسما للكعبة ليؤدوا مناسك حجهم في اليمن بطريقتهم المستوردة من إيران بعد استنساخ كعبتهم في قم الإيرانية وهم محرمون ومسلحون يجوبون الشوارع في مشهد أثيم ومشهد يدل على عقولهم الفارغة وضلالهم في الوقت نفسه قناة العهيرة في الدوحة تكذب عبر أبواقها الإعلامية ومذيعيها المستوردين وعبر ضيوفهم المأجورين وهم يهذون ويهرفون ويكيلون الكذب للرأي العام بأن السعودية حرمت القطريين من أداء فريضة الحج هذا العام بأسلوب لا يخفى على المسلمين الذين يعلمون السر خلف هذه الهمجية والعبثية الاعلامية التي تقودها إيران من خلال أذرعتها الجرباء المتسخة في بعض الدول العربية للأسف ممن استهوتهم شياطين الصفوية وحرفتهم عن الإسلام الصحيح وعن عروبتهم بالارتماء في أحضان المجوس الذين يعيشون في عزلة بعد أن قلمت أظفارهم أمريكا وبعض الدول الأوروبية وهيهات أن ينالوا من هذا الدولة التي تعيش اليوم في أوج مجدها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وشعب واع لا يسمع لأذناب إيران ولا لغيرهم ممن يريد التحريش بين القيادة والشعب .
إنعطافة قلم :
الأمير خالد الفيصل مهندس الكلمة وهو يرد على تسأؤل إحدى الصحفيات العام الماضي، وتحديداً عن خطة المملكة القادمة للتوسع في السياحة الدينية ( الحج والعمرة ) حسب تعبيرها ليرد باختصار في عدد من الكلمات ذات الدلالات الكثيرة وبحنكة المسؤول قائلا : ليس هناك سياحة دينية , الحج عبادة ومكة والمدينة والمشاعر المقدسة للعبادة وليست للسياحة !! وهنا وضع سموه النقاط على الحروف لكلّ وسائل الإعلام والإعلاميين .
كاتب صحفي
الحج منظومة إدارية فريدة تقدمها المملكة كنموذج لنجاح الإدارة المحلية…. أما إدارة الحشود فحكاية اخرى
رائع كما عهدناكم دوما أبا أحمد فانتم تؤمنون برسالة الصحافة والإعلام وتحبون الإيجابية، أنتم من أصحاب الأقلام المحبوبة والنقد البناء ومقالتكم لفتة جميلة في مكانها ويدرك قيمتها الإعلاميون ومن مروا بالمعاناة.. وفقكم الله وسددكم وحفظكم