المتابع لأعمال وأنشطة مؤسسات الطوافة خلال مواسم الحج، يلحظ مدى إصرارها على طرح أفكارها، وتطوير أعمالها، وتنفيذ برامجها بشكل يتوافق وما تشهده خدمات حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، من تطور ملموس بكافة المجالات كل عام.
وقبل حلول موسم حج هذا العام، دخلت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا في تحدٍ قوي بين فكرة تطرح وعمل ينفذ، وفي معرض “مشاعر 1” الذي أقامته المؤسسة برعاية إمارة منطقة مكة المكرمة وإشراف وزارة الحج والعمرة، وشاركت فيه العديد من القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات الحج والحجاج، طرحت العديد من الأفكار لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وكان أبرزها طرحًا وأكثرها نقاشًا، فكرة إنشاء خيام الطابقين بمشعر منى؛ لكونها تعمل على زيادة القدرة الاستيعابية لسكن الحجاج بمشعر منى، كحل بديل عن فكرة الأسرة ذات الطابقين، والتي أبدت الكثير من الجهات تحفظها عليها.
وحظيت فكرة خيام الطابقين بدعم وتأييد المسؤولين بالدولة، غير أن عملية تنفيذها كانت تشكل عائقًا أمام تحقيقها، فالوقت القصير لتنفيذها خلال أيام قلائل شكل أكبر التحديات التي تشهدها مؤسسات الطوافة.
وبين إصرار على العمل وتحدٍ للزمن، استطاعت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا تجاوز الصعاب والقضاء على العقبات، وترجمة الأفكار إلى واقع عملي مشاهد، وبرزت أولى ثمار خيام الطابقين في مشعر منى، واستفاد منها حجاج دول جنوب آسيا، وأكدت المؤسسة بهذه الخطوة قوة مجلس إدارتها في مواجهة التحديات وتحويل الفكرة إلى واقع، والحلم إلى حقيقة، وجاء موسم حج هذا العام 1440 هـ، شاهدنا على هذا التحدي وحققنا إنجازًا في فترة زمنية قصيرة، بعزيمة وإصرار مجلس إدارة قبل التحدي، ومطوفون عملوا معه لنيل شرف الأسبقية.
وأملي أن تنظم المؤسسة لقاء للتعريف بالمشروع، وشرح مكوناته ومدى إمكانية تنفيذه بكامل موقع المؤسسة العام القادم؛ خاصة وأنها تعتبر المؤسسة الأولى التي تنفذه، وما قامت بتنفيذه مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية انحصر على إنشاء مكاتب دون خيام لسكن الحجاج.