بالقلم الأحمر
وزارة الحج والأوقاف كما كان اسمها في سجلها التاريخي الذي أنقل منه بعضًا من جوانبها المشرقة سواء في هيكلها وأهدافها ومسؤولياتها الدينية التي كلفت بها من الحكومة، أو بما قدم وزير في وقت زمني سابق، ودوره عند جلوسه على هرمها وأعني به معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع -رحمه الله- الذي كلف بتسلم هرم وزارة الحج والأوقاف من عام 1395هـ بعد أن صدر أمر ملكي بتعيينه، وزير لهذه الوزارة -الحج والأوقاف- إلى يوم٢٠ من شهر محرم 1414هـ.
فكان ذلك الوزير أكثر من عرفت في بداية عملي بصحيفة “عكاظ” عام ١٣٩٧ – عندما فتح لي باب الصحافة أستاذي الصحفي حسن الظاهري -متعه الله بالصحة والسرور- وما بعده إذ كان له خبر يحتل الصفحة الأولى من جريدة “عكاظ” في أغلب أيام الأسبوع إن لم يكن في جميع الأيام بقلم يونس إسحاق ينقل تصريح لمعالي وزير الحج وقتها الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع رحمه الله، ولعلي لا أبالغ إن قلت إن تلك التصريحات لمعاليه كانت بمانشيتات أقلها على أربعة أعمدة وفي الغالب بثمانية أعمدة، ومانشيتات فرعية لقوة الخبر وأهميته بما يحتوي من معلومات.. للحقيقة كان أخونا يونس محل استغراب المحررين بالجريدة أن يكون له في كل يوم خبر من وزير الحج مباشرة، -وهذه قدرة الصحفي على بناء ثقة المسؤول فيه مع نشر الخبر، كما يريد الوزير لأنه أعرف بما يتحدث عنه ولمن ينشرـ مما جعل يونس إسحاق محل اهتمام ومتابعة رئيس التحرير وقتها الأستاذ رضا لاري -رحمه الله-.
لعلي أذكر معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع –خريج مدرسة الملك فهد رحمهم الله جميعًا- بالخير وهو يقدم أو فلنقل قدّم للمملكة خدمة لم يسبقه عليها أحد إذ جمع شمل مطوفي ومطوفات الحجاج في مكة المكرمة من عمل فردي، إذ كان المطوف هو من يبحث عن الحجاج في دولهم بما يقدم لهم من عروض خدمات من استقبال في ميناء القدوم، ووسائل النقل، والسكن، وتأمين الأكل والتنقل بين المشاعر ومن ثم لمكة والمدينة المنورة، قبل أو بعد الحج حتى توديعه في ميناء المغادرة، وقد كان المطوفون يتنافسون في ذلك، وكان عدد الحجاج يزيد أو ينقص حسبما يلتزم به فيترك أثرًا بعد العودة؛ مما يجعلهم وسيلة إعلان ودعاية للمطوف.
!ذ تمكّن الشيخ عبد الوهاب وزير الحج وقتها بدعم من الدولة تحويل تلك الجهود الفردية إلى جماعية في مؤسسات طوافة تجريبية بشكل منظم، يديرها ويقوم بأعمالها المطوفين أنفسهم بعد أن شكلوا منهم رئيس ونائب ومسؤولين عن أقسام مؤسسة الطوافة، فنجحت التجربة ووفرت مجهودات مالية وجسمية للمطوف من كثرة الترحال وعناء الضيافة بمفرده، ومايقوم به من تشغيله لعدد كبير من الأشخاص لنقل الخيام من مستودعاته إلى المكان المخصص له في منى وفي عرفات مع تجهيز متطلبات الحجاج من فرش، وأكل، وشرب، ونقل، وتنقل.
فأصبحت الطوافة وبقية خدمات الحجاج الفردية، من زمازمة، ونقل، وكلاء حجاج، إلى أدلاء بالمدينة المنورة، عمل مؤسساتي وليس فردي تحت مظلة الدولة ممثلة في وزارة الحج.
يتبع..