عندما يعيش المرء مع أنصاف بشر
أنصاف إخوة
أنصاف أصدقاء
أنصاف مفكرون
أنصاف علماء
أنصاف تجار
أنصاف وجهاء
تدرك حينها حقيقة الغربة…التي هي أعمق من مجرد غربة تراب وحجارة..إلى كونها غربة قلوب وأخلاق…لاتنفك هي الأخرى إلا وتحولت مع الوقت إلى غربة تزداد بُعْدَاً واختلافاً في الوانها ومسافاتها
هاهم الأنصاف
ما أشجعهم عند المغنم
وما أجبنهم عند المغرم.
هاهم الأنصاف
ما أجملهم على موائد الطمع
و ما أقبحهم عند دوائر الفزع.
هاهم الأنصاف
ما أعذب أصواتهم
و أشنع أفعالهم
هاهم الأنصاف
يلتف أحدهم حول خلق النبل والمروءة
والوفاء التفاف الحية ويروغ كالثعلب
هاهم الأنصاف
يتلونون تلون الحرباء
على غصن نصفه يابس مصفر
ونصفه رطب مخضر
فلا تدرك لهم لوناً ولا تدرك لهم حسَّا
مُهَيِئِن أنفسهم للمكر و الخديعة
هم الأنصاف
لايكتمل لهم شيئ.
هم الأنصاف
لا يكملهم شيئ.
هم الأنصاف
لا تأمن بهم ولامعهم شيئ.
هم الأنصاف
واحدهم ليس نصف بل نُصَيْف
أكَّالٌ للسُحْتِ…مَنَّاع للخير…معتد مريب…
في منبت السوء ينشأ…وعلى موائد اللئام يغتذي…وفي الطرقات يتربى…قد نهشته شهوته و هواه و طمعه.
هم الأنصاف
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
هم الأنصاف
سبق سوء ظنهم سوء فعلهم.
هم الأنصاف
تحسبهم بشرا
وهم بطباعِ الهوام والسباع ألزم عملا.
تجدهم في كل مكان هائمون فاحذرهم ..
يبحثون عن كل متردية ونطيحة من نواقص الأخلاق والطباع ليعتاشوها ويتداعوا عليها و إليها
هم الأنصاف
لايغرنك منهم ألوانهم و صورهم
ولا أصواتهم وأفعالهم.
إن جاءت فضيلة مجردة
تجردوا عن كل فضيلة.
وإن جاءت مصلحة مدنسة
تدنسوا بكل قبيحة.
قومٌ ارتضوا حياة الأنصاف لهم
هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أن يؤفكون.
كتب في يوم بصيرة و إبصار
علمه من علمه…وجهله من جهله…
فـ(( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )).
من اروع ما قرأت . كلمات اكبر من الكلمات في جزالة معناها ..كم هي الحياة مليئة باولئك الانصاف لكنها الحياه !! فيها من سقط المتاع بقدر ما فيها من النفائس والدرر ويكفينا ان نعي قيمة ذواتنا وكم نحن مختلفون .. سنظل رمز لكل جميل ولن نسمح للانصاف والارباع بخدش كل جميل داخلنا ..بارك الله كلماتك الرائعه استاذنا القدير
احسنت التوصيف والتصنيف بالفعل لا يؤتمن لمثل هؤلاء الناس ولا تطمئن لهم الأنفس .