أ. د. عائض الزهراني

عكاظ جوهر الثقافة

بعض الجواهر يبدو بلون واحد مهما تقلب النظر فيه، ويذكر البدري في مؤلفه ( نزهة الأنام ) أنه رأى بالشام الكرمة الواحدة.
تطرح العنب الأبيض والأسود والأحمر ,  ورأى بوادي النيريين شجرة تطرح التوت الأبيض والأسود
أما المزيج الذي يجمع هذه السمات , وتمتزج فيه التجارة ببريق الإبداع،،  فهو سوق عكاظ يجمع ألوان أنشطته خاصة شعاعه الكرنفالي الثقافي الذي يمثل حنينا  خاصا لجميع راسمي الخارطة الثقافية ، وحاملي الحقائب الفكرية ، سواء من داخل نسيج الوطن العربي أو الإسلامي،،
(،،فالكرنفال العكاظي ،،)
هو أشد تلونا من الجواهر و أكثر عطاءً من الكرمة , وآثاره الثقافية  ،أشهى من العنب ، كما انه أغلى، قيمة من الجوهر.
ورغم أن الحضارة العربية والإسلامية عرفت اسواقا كثيرة ، الا ان عكاظ ظلت المع اسما فى تاريخ الذاكرة الثقافية,,  وكان أسطورة تناقلتها الرواة وسجلوها مضيئة فى ذاكرة التاريخ ومعرض الزمن.
هناك كانت عكاظ بثقافتها وفنها وشعرائها وخطبائها بقوتها وطبقاتها.
لذا سلط التاريخ والمؤرخون الضوء بسوق عكاظ ، لأنه كان فضاء الشعر وحرم المعاني  و حدائق الفكر ، كان يتعلم منه العربى أبجدية الانطلاق في رحاب الشعر ، وقطف ثمار الفكر ويرسمون  بالكلمة شتى الوان الاداب والفنون.
فـ عكاظ قلب عشاق الحضارة الممتلئ  حوارا دافئا ,نرتشف من كوثر رضاب سحائبه الممطرة
ونستمتع بين أهداب جلاله واحداق حدائقة بربيع الكلمة  وفصول الرواية و نعزف بيقثارته ملحمة الحضارة وسمفونية التاريخ.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button