نعيش هذه الأيام فعاليات سوق عكاظ الجميلة بجمال أجواء الطائف الخلابة التي تعيد للإنسان صفاء ذهنه وتجعله يفكر ويتأمل في كل من حوله، وأتذكر في إحدى المرات التي زرت فيها السوق، وتحديدًا بعد أن فرغت من أداء صلاة المغرب بأحد المصليات داخل سوق عكاظ، لفتت نظري أعداد المصلين المتزايدة والجماعات المتتالية، فقلت: سبحان الله ! كيف تحول هذا المكان من الشرك بالله إلى التوحيد ومن الجاهلية إلى الإسلام، وكيف أصبحنا في عكاظ نصلي وندعو الله في أيامٍ معدودات.
وفي نفس المصلى تداعت إلى ذهني ذكريات بعض من تسمّوا بالدعاة الذين كادوا أن يختطفوا عقولنا بخزعبلات يمررونها بين الأحاديث والآيات، حاربوا من خلالها سوق عكاظ في بداياته، وأخذوا يهاجمون (أمير الفكر) على إحياء هذا المعلم الثقافي والتاريخي الكبير.
كدت أن أصدق خزعبلاتهم في حينها، وكدت أن أبغض عكاظ لولا مشاهدة تلك الجماعات التي تتوافد على المصليات فتساءلت هل غضبوا من إحياء ذكر الله؟ّ! أم من رفع الأذان، أم أنهم يريدونه يبقى رمزًا للشرك، وأسيرًا لعادات الجاهلية؟
كم من شائعات راجت حول هذا العمل الثقافي الذي نفتخر به اليوم جميعًا، وكيف أن البعض ومازالوا متوجسين من كل جديد وحديث وكيف رأوا هذا العبور عبر التاريخ لإحياء التراث الوطني والإرث الانساني في قالب حضاري ومعلم تاريخي ورسالة إبداع بشكل سوداوي وأثاروا حوله الأراجيف ؟
أستشهد هنا بكلام سمو الأمير “خالد الفيصل” بعد انتهاء حفل سوق عكاظ ضمن موسم الطائف؛ حيث قال: “نريد أن نرى سوق عكاظ يستعيد مكانته الحضارية، ولكن بحلة جديدة وفي تصور جديد يواكب العصر الحاضر والمستقبل”.
عذرًا خالد الفيصل، فالبعض يريد أن يغلق المنافذ والأبواب والعقول، ويتحايل على الحلال والمباح بدعوى سد الذرائع، ولكن الرد المناسب على كل المشككين والمرجفين والمثبطين كما قال سموه في أكثر من مناسبة، العمل والإنجاز، والسير على الطريق الصحيح نحو المستقبل بإذن الله تعالى.
ختامًا:
شكرًا سمو الأمير أن أخرجت عُكاظ من كهف الماضي البعيد بُحلّةٍ سعـوديّةٍ حديثة للإسهام في مشْـروع النَّهْـضـة السعـوديّــة العربيّــة الإسلاميّــة، ليصبح كرنفال عكاظ الحضارة من التاريخ والتراث والفنون والموروث في وطننا الممتد من المحيط والخليج، ويفتح أمامهم أبواب النقاش العلمي والحوار الدافئ؛ لإبراز حضارتنا العظيمة ذات التراث المثالي، المتسم بخصوصيات وقيم تبرز حضارة الخلق والإبداع، والبعث، والإحياء بروح الانسجام والتكامل في حضارة منبثقة من الإسلام والعروبة.
شكرا للفكر الابداعي والحمدلله علي الوسطيه
هذا هو الدين الحق دين الفطره وليست دين العصا والسلطه