المقالات

الأسرة والمدرسة علاقة عضوية تكاملية وتضامنية

تُعد الأسرة الوَحدة الاجتماعية الأولى، وتعتبر المؤسسة الأساسية المسؤولة عن إعداد الطفل وتهيئته للحياة الاجتماعية؛ ليكون عُضوًا فَعّالًا وصالحًا في المجتمع. وتسعى  الأسرة من خلال التنشئة وفي مرحلة أولى وبشكل أساسي إلى إشباع حاجات الطفل الغريزية؛ لتسعى بعد ذلك إلى تحويله من كائن بيولوجي إلى شخص اجتماعي مندمج مع محيطه الاجتماعي، وتأتي المدرسة وهي المؤسسة الثانية في التنشئة الاجتماعية؛ لتكمل ما بدأته الأسرة بل أصبحت تمتلك مقومات لتؤدي وظائف قد تعجز عنها بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى، ومن أجله كان للمدرسة دور لا يقل أهمية في التنشئة الاجتماعية عن دور الأسرة.
وبعد أيام قليلة من الآن، تبدأ أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي في مزاولة مهامها بعد أن تمتع أفراد المجتمع بإجازة نهاية العام  الدراسي، في أمن وأمان وسعة من الخير والهناء ووفرة النعمة والرخاء  في مملكتنا الحبيبة شاكرين حامدين الله تعالى على نعمه الجليلة، والأسرة والمدرسة في مجتمعنا السعودي هي حلقة من الوصل، وعلاقات مترابطة وتفاعل مستمر، وتوطيد لمنهج دين إسلامي عظيم وغرس للقيم والثقافة الأصيلة، وقولبة فكر في ظل رؤية ٢٠٣٠ لولي عهدنا وصانع مجدنا، متمسكين بكل عزم وقوة بطموح يصل عنان السماء.
ومما لا شك فيه أن التهيئة النفسية للطلاب والطالبات باختلاف مراحلهم الدراسية من أهم العوامل المؤثرة في تكيفهم مع الحياة المدرسية والاجتماعية، وهي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، فيجب على الأسرة تهيئة البيئة المناسبة ومساعدتهم على تكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة، فلا يقتصر الأمر على تحضير لوازم المدرسة فقط، بل بناء القيم وبنائها وتثبيتها هي الأساس لبناء مستقبل سليم، ومن ثم تقوم  المدرسة بإكمال هذا الدور، وهي المؤسسة الثانية بعد الأسرة في عملية التنشئة الإجتماعية ويقع على عاتقها العديد من المهام، وتجمع معظم الدراسات و الأبحاث التي تناولت موضوع العلاقة بين الأسرة والمدرسة على أن هذه العلاقة هي بالضرورة علاقة عضوية تكاملية؛ نظرًا لأن الأسرة والمدرسة هما مؤسستان للتنشئة الاجتماعية تضعان الطفل في مركز اهتمامهما، وتسعيان لتربيته وضمان نمو شخصيته بكل أبعادها.
وأخيرًا، قريبًا بإذن الله نستقبل العام الدراسي الجديد بكل حيوية ونشاط، ونسأل الله أن يوفقنا، ويوفق مؤسساتنا التربوية والتعليمية، ويوفق أولياء الأمور إلى تحمّل مسؤولية بناء الأجيال، ونزف لكم باقة عطرة من التهاني
بالعام الدراسي الجديد … نجدد معها العزيمة .. ونجدد الهمة … ليتجدد الأمل.
كما نتمنى أن يكون عامنا عامًا حافلًا بالرخاء، والإنجاز، والمزيد من النجاح، وأن نساهم في بناء الوطن، ونذكر الأجيال دائمًا بمقولة ولي عهدنا طموحنا عنان السماء.
حفظ الله وطننا الغالي، وأدام أمننا وأماننا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button