لا يوجد شاب أو شابة لا يحلم أو تحلم بهذه الليلة الجميلة الذهبية الاستثنائية والانتقالية من العزوبية إلى الحياة الزوجية والاستقرار النفسي، وسكن الأرواح، وتكوين الأسرة والمملكة الخاصة بهم لكي يعفّوا أنفسهم من الفتن التي تحاصرهم في الليل والنهار، ودخول القفص الذهبي.
لقد ترددت كثيرًا في كتابة هذا المقال لعمل دراسة بسيطة ومتواضعة جدًا من جميع فئات المجتمع وبعض المستشارين الأسريين حول موضوع الزواج والمعوقات التي تواجه الشباب والشابات من المقبلين على الزواج، وقد اخترت اللغة البسيطة لإيصال رسالتي بكل سهولة للقارئ.
هناك معوقات كثيرة عند الإقدام على هذه الخطوة، فلم يعد أمرًا يسيرًا، فقد أصبحت خطوات الزواج محكومة بالكثير من الأمور الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وحتى النفسيّة ولعلي أبدأ بالجانب الذي أثارني جدًا، وتفطر له قلبي وهو شر لابد منه وسط العادات والتقاليد التي لا فائدة منها، بل دمرت وقيّدت الشباب والشابات من المقبلين على الزواج ليقتلوا فرحة العمر في الليلة الذهبية أو بالأصح الساعات فقط التي يحضر فيها المدعوون، وما يقع فيها من تكاليف ومظاهر باذخة.
ألا يعلم المدعوون لهذا الحفل أن هذا الشاب قد تكبد الكثير من الديون والالتزامات المادية المرهقة؛ لكي يفرح بهذا الزواج لكن مع الأسف بعض الأهالي يجهلون هذه النقطة أذن من طين وأذن من عجين، ليبدأ مسلسل الرعب ومحاصرة الديون له، والذي بالمقابل ينعكس سلبًا عليه وعلى حياته وعلى أطفاله وقد يتسبب ذلك في مشاكل بين الزوجين تنغص عليهم حياتهم، وقد تكون النتائج امرأة مطلقة وأولادًا مشردين بين بيوت الأهالي وبين السجون والإصلاحية، وفي المصحات النفسية والانحرافات الفكرية وماخفي كان أعظم، فالنار تبدأ بشرارة، وتشتعل لتأكل كل شيء أمامها.
ليس من الضروري الضغط على الشاب المتقدم للزواج وتكليفه بما لا يستوعبه العقل.
فلكي تساهم في استقرار حياة ابنتك لابد من الوقوف بجانب زوجها، وتسهيل ما يصعب عليه وتوعيته بأن هذه الأشياء ليست في مصلحتهم.
هناك أمور ظهرت لنا لم نكن نعرفها في السابق، تحضيرات ومباهاة وشكليات ليس لها أي معنى ولا تفيد بشيء فقط من باب التقليد الأعمى كقولهم: نريد آل فلان يتحدثون عن هذا الزواج.
لماذا هذا التبذير والإسراف لماذا ؟!
لماذا هذا التبذير والإسراف لماذا ؟!
فكل هذا سوف ينعكس على العرسان فقط .. وقت بسيط لكي نجني ثمار المباهاة،
أليست ابنتكم هي الأحق بهذه المبالغ التي تصرف على الأشياء التافهة والغبية؟! تذهب وتسافر وتستمتع بحياتها ويكون هناك شهر عسل حقيقي. نريد تغييرًا لهذا البرتوكول العقيم وتغييره بالنماذج المشرفة التي نسمع عنها، رغم قلتها في تسهيل أمور المقبلين على الزواج.
اطلعت على تقرير نسبة الطلاق الصادر من المحكمة صدمت منه وحاولت أن أبحث وأستفسر، وكانت نتيجة البحث أمورًا مشتركة كثيرة ومعقدة نوعًا ما، وقد كان السبب الأكثر شيوعًا الديون التي يتحملها الشاب لكي يتزوج ويستقر والتي تستمر معه أكثر من خمس سنوات بين الألم وعدم الراحة وهذا ما أثار قلمي لكتابة هذا المقال.
لن تستغربوا في عزوف بعض الشباب عن الزواج لهذا السبب، والأمور كثيرة أولها التكاليف غير المنطقية وتفوق الخيال ثانيًا الرسائل السلبية من الشاب لأصحابه المقبلين على الزواج، والتي تكون طبيعية وردة فعل لما حصل له من تجربته السابقة الفاشلة التي يجب على المجتمع التعاون مع بعضه للقضاء على هذه الظاهرة.
وهذه المشكلة سلسلة مرتبطة توصل إلى العنوسة .. في السابق المجتمع لا يعرف العنوسة أما الآن فهي بأرقام كبيرة مخيفة جدًا.
دعونا نعود إلى ما قبل خمسين عامًا لقد تزوج أجدادنا. أمهاتنا في أحلك الظروف الاجتماعية ثقافيًا وعلميًا واقتصاديًا، ونجحوا وقدموا لنا أجيالًا قام على سوقها الوطن، واستوى على أكتافها المجتمع ذلك؛ لأنهم اتبعوا المنهج الرباني في التربية فاغناهم عن كل الظروف الأخرى، وسد مسدها الآن كل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية موجودة، لكن التربية الدينية وفق المنهج الرباني تكاد تكون معدومة.
سوف أعرج على أمر معين، وأختم برسالة للآباء والأمهات .. يغيب عن بعض النساء وبالأخص فيهن من تملك مالًا أو دخلًا أو وظيفة يتقدم لها أحدهم وتعتقد أنه يعد طمعًا في مالها !! لماذا هذا التفكير الوحشي ؟! ولماذا لانحسن الظن ؟! يمكن أن نقول عنه تعاونًا، تكاتفًا، توافقًا، في نهاية الأمر تنكح المرأة وذكر في الأولويات لمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين ..
الرسالة إليك أيها الأب المحب لابنته ..
وإليك أيتها الأم المحبة لابنتها ..
كونوا عونًا للشباب والبنات في جانب الزواج، ولا تقتلوا الفرحة بداخلهم لإرضاء الناس الذين لا يهمهم سوى ساعات قليلة تمر بسلام، وأنت أيها الأب العزيز كن عونًا لمن هو يستحق ذلك فوالله ثم والله أن المكسب والراحة عندما تكون ابنتك متزوجة ومصونة في بيتها.
وإليك أيتها الأم المحبة لابنتها ..
كونوا عونًا للشباب والبنات في جانب الزواج، ولا تقتلوا الفرحة بداخلهم لإرضاء الناس الذين لا يهمهم سوى ساعات قليلة تمر بسلام، وأنت أيها الأب العزيز كن عونًا لمن هو يستحق ذلك فوالله ثم والله أن المكسب والراحة عندما تكون ابنتك متزوجة ومصونة في بيتها.
كالعادة مبدع استاذ علي وطرح رائع يستحق المتابعة ….
موضوع اجتماعي في قمة الروعه ولطالما كانت مواضيعك متميزة لا عدمنا التميز و روعة الاختيار دمت ودام تالقك الدائم
طرح جميل جدا يستحق المشاركة ….. ولكن لا يمكن القضاء على غلاء المهور في هذه الحياة الصّعبة، إلّا من خلال التّوعية الدّينيّة، فالمهر من حقوق الزّوجة في الإسلام، لكن لم تكن الحكمة منه تعجيز الشّباب وإرهاقهم وهم في بداية حياتهم، فلو قرأنا وشاهدنا كيف كانت المهور أيّام الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لاتّعظنا، فمنهن من تزوجت مقابل تعليمها القرآن الكريم، وكان ذلك مهرها، ومنهن من تزوّجت مقابل أن يحفظ الزوج القرآن الكريم، وكان ذلك مهرها، إذاً فحق المرأة في المهر، لا يشترط أن يكون حقاً مادياً،
مقال قيم جداً واتمنى ان يصل صوتك في اهم جانب ماذا عن المستقبل قد يُرهقون أنفسهم بالديون والقروض، لتأمين المهر وتكاليف الزواج، فيُصبح دخل الشاب في المستقبل مرهوناً بقضاء تلك الديون، وبالتالي صعوبة الحياة مع قلة الدخل، واستمرار ذلك لسنوات، سيؤدي إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين، وقد ينتهي إلى الطلاق، فعلى الأهل أن يقدروا جيداً حالة الشاب المادية، ويتعاملوا معه على هذا الأساس، ويفكروا بالأمر من كل الزوايا، وبحياة ابنتهم المستقبلية.