خلال حياتك العملية قد تتعرّف على كثير من الأصدقاء الذين يُحسنون الاستقبال، ويُتقنون التواصل والاتصال، ويتنافسون في تلبية الطلبات وتحقيق الرغبات ثم تتلاشى كل تلك المحاسن بمجرد انقضاء وظيفتك، أو انتقال عملك إلى مكان آخر؛ وكأنهم لم تربطك بهم صلة صداقة دامت لسنوات !!!
تتعرّف في موقعك الجديد على آخرين، وتُحسن الظن بهم، وتتمنى أن تكون صداقتهم لك حقيقية دائمة أفضل مما قبلها، لكنك تتفأجأ أن البعض منهم أصدقاء مصالح فقط يجتمعون من أجلها ويتفرقون بعدها.
ولذلك أصبح الخل الوفي من العجائب والمعجزات والصديق الصادق من أنفس المتطلبات وكما قيل:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد وافيا
صديق صدوق صادق الوعد وافيا
ورغم قلة الأصدقاء المخلصين إلا أننا لن نعدمهم والخير موجود في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، ولابد أن نلتمس للآخرين العذر فربما يكون مع الغائب حجته !
وصاحب الخلق الرفيع يفعل المعروف بطيب نفس دون رياء أو مِنّة، ولا يريد من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا، وينظر للناس بعين طبعه؛ ولذلك لايأبه بمن يتنكرون له أو يختفون بعد انقضاء مصالحهم عنه، فهم في نظره أصدقاء لابد أن يلتمس لهم العذر ، ولن تكون الحالات الشاذة نبراسًا يقيس عليه تعامله مع الآخرين.
والشخص المثالي لا يقتصر كرمه وشهامته وحسن خلقه على أناسٍ معينين دون سواهم فهو كريم بطبعه خلوق بسجيته راقٍ بمبادئه لا يتغير مهما تغيرت الظروف.
بقي أن نشدد على عمل صنائع الخير فهي تقي مصارع السوء، ونحن خير أمة أُخرجت للناس، ويجب أن نبقى كذلك حتى يرث الله الأرض، ومن عليها دون الالتفات لأصدقاء الكراسي، وما ينتج عنهم من مآسٍ.