في الوقت الذي نجح جلالة الملك عبد العزيز – يرحمه الله – في محاربة أول ثالوث فتّاك كاد يعصف بالمملكة وشعبها – إبّان فترة تأسيسها ثم توحيدها على يديه – تمثّل في محاربة الجهل بالتعليم والمرض بنشر مظلة الصحة العامة والفقر باستغلال كنوز أرض المملكة لصالح تجفيف منابع هذه المعضلات الثلاث وها هو ابنه البار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يواصل البناء والنجاح تلو النجاح في محاربة الثالوث العصري الجديد الذي يتمثل في مكافحة الإرهاب والتطرف والمخدرات أمر غاية الأهمية في وقت أصبح المجتمع يعاني من هذه الآفات الثلاث بعد أن أصبحت بلادنا منفتحة على العالم و قبلة لعشاقها ممن يفدون إليها للعمل بالذات وحتى أولئك الذين يأتون للعبادة ضمن شعائر الحج والعمرة والزيارة طوال العام ولأن بعض ضعاف النفوس والمغرر بهم سواء من الداخل أو من الخارج يمارسون لعبتهم القذرة فقد ترصّدت لهم أجهزة الأمن بكل مكوناتها ومهامها الأمنية من الجهات التي تتبع الأمن العام التابع لوزارة الداخلية وفي طليعتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات التي سجلت ضربات استباقية نوعية وأجهظت عمليات كبيرة لترويج وتوزيع المخدرات لو نجح مروجوها في توزيعها وبيعها ونشرها لأفسدت آلاف الشباب ولكن جهود هذه المديرية بالتعاون مع رجال الأمن كل بحسب موقعه ومسؤليته جعل المجتمع يسلم من هذه المواد المخدرة وأصبحوا في مأمن من شرها ونتائجها الكارثية .
ما دعاني هنا لإفراد مكافحة المخدرات باعتباره الضلع الأخطر من بين الأضلاع الثلاثة وجميعها تعمل على هدم المجتمع وتقويض تماسكه ولُحمته وبعد النجاح في محاربة الإرهاب والتطرف أبدي إعتزازي شخصيا واعتزاز كل مواطن غيور بضبطية رجال المكافحة في المنطقة الشرقية كنموذج لجميع المناطق وقبل أسبوع تقريبا، أحبطت عملية لثلاثة مروجين يديرهم أحد المجرمين من جنسية عربية صودرت في هذه العملية مخدرات بما قيمته سبعة ملايين ريال بعد التحري والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من قطاعات الأمن حيث داهمته في مقر سكنه وضبطت كميات كبيرة من المخدرات ومبالغ مالية تقدر بمليون ومائتي ألف ريال وثلاث بنادق كبيرة عبر مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية بعدها عن بالغ سروره ومعاونيه ورجال المكافحة بهذا المنجز الذي يحسب لرجال أمننا الداخلي الساهر على راحتنا وراحة كل مقيم .
المملكة تبذل جهودا جبارة في مكافحة المخدرات سواء عبر منافذها الجوية والبرية والبحرية أو عبر طرقها الممتدة آلاف الكيلو مترات سواء بينها وبين الدول أو بين المناطق والمدن والمحافظات وتتعاون معها الكثير من الدول عبر اتفاقيات أمنية مبرمة بينها وبين تلك الدول إقليمية وعربية وإسلامية ودولية من خلال تبادل المعلومات التي توصل رجال أمنها لهؤلاء المفسدين في الأرض وتنفذ فيهم الأحكام الشرعية والنظامية التي وأدت بها شر كل مروج وصانت بها حياة كل متعاطي بما يحقق له ولأسرته الاستقامة من خلال التثقيف والتطبيب وإعادة الأمل لأن يعود للمجتمع عضوا نافعا وهذا ما تحقق على أرض الواقع في كل مناطق المملكة وما المنطقة الشرقية في هذا المقال إلا مثال حي لنجاح رجال المكافحة فيها تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وتفاءل المجتمع خيرا بهذا الفديو المنتشر الذي يعتبر واحد من بين عشرات الفديوهات التي خرجت للمجتمع لتبين هذه الجهود التي تهدف لسلامة وأمن المجتمع من أضرار المخدرات وعواقبها الوخيمة على الفرد والأسرة ثم المجتمع بأكمله في الوقت الذي نناشد من خلال هذه المنصات الاعلامية جميع المواطنين والمقيمين ضرورة التعاون مع رجال الأمن بوجه عام ورجال المكافحة على وجه التحديد بتقديم البلاغات عن أي مروج أو موزع للمخدرات يريد بهذا الوطن وأهله والمقيمين على ترابه الطاهر شرا من خلال هذه الآفة بجميع أنواعها وفي هذا تتحقق المواطنة الصادقة ولنعمل معا في سبيل تجفيف منابع هذه التجارة القذرة ونحصن الشباب من الجنسين من نتائجها الكارثية والله من وراء القصد .
تلويحة وداع :
أتمنى أن يتم إدراج نشاطات لمكافحة المخدرات وسبل الوقاية منها في جميع المناطق في صيف كل عام ضمن البرامج التي تقام وبالذات في مناطق الاصطياف تشتمل على معارض ومحاضرات وندوات ومسابقات وتوزيع كتيبات وعرض مرئي لأنواعها وفديوهات منشورة لجهود رجال مكافحة المخدرات بالمملكة.
كاتب صحفي