حقق ملتقى ومعرض العمرة الذي نظمته وزارة الحج والعمرة في الفترة من 26 ـ 28 أغسطس نجاحًا كبيرًا ومثّل نقطة تحول كبيرة في استراتيجية عمل منظومة العمرة بعد أن شهد الملتقى والمعرض حضورًا كبيرًا يزيد عن 20 ألف من المعنيين والمهتمين بقطاع خدمات العمرة من داخل المملكة وخارجها وبمشاركة 160 شركة ومقدم خدمة حرصوا على الاطلاع على آخر المستجدات والتشريعات والتنظيمات الجديدة،وعرض ابتكاراتها ومنتجاتها وتبادل الفرص والخبرات.
وهذا النجاح في تنظيم ملتقى بهذه الأهمية، وجمع هذا العدد الكبير وغير المسبوق يمثل تحديًا كبيرًا أمام قدرة الوزارة على تطبيق المبادرات التي قدمها المؤتمر، وتفعيل الاتفاقيات التي تم إبرامها بين وكلاء العمرة في الخارج والشركات ومقدمي الخدمات في المملكة والتي وصلت إلى أكثر من 1700 اتفاقية قبل عقد الملتقى القادم الذي يجب ألا يقل عن هذا المستوى.
لا شك أن الملتقى يأتي انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 لضمان تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتحقيق استدامة شاملة وشراكة فاعلة بين جميع أطراف منظومة خدمة المعتمرين من القائمين عليها في المملكة ومن الوكلاء في كافة أنحاء العالم.
الجميل أن الملتقى تزامن توقيته مع نهاية حج عام ١٤٤٠هـ وبدء موسم العمرة ١٤٤١هـ، وعلى ما يبدو أنه تم الاستعداد له هذا العام بشكل وأسلوب مختلفين من قبل جميع أطراف منظومة خدمة المعتمرين في الداخل والخارج، وتم وضع خطة للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ويحسب لوزارة الحج والعمرة إدراجها مواضيع من الأهمية بمكان وغير مسبوقة على قائمة أولوياتها، ومنها إستراتيجيات تعزيز المنظومة البيئية داخل المشاعر المقدسة وخارجها، والنهوض بمستوى جودة خدمات الإعاشة والسكن، والتوسع في استخدامات التقنيات الحديثة، وتحفيز الشركات العاملة في منظومة خدمة ضيوف الرحمن على الاهتمام أكثر بالمسؤولية الاجتماعية، وفتح آفاق أوسع لخدمة شركات العمرة الراغبة في تأسيس إدارات متخصصة في المسؤولية الاجتماعية لزيادة الفرص والمبادرات، كما يحسب للوزارة وجميع الأطراف العاملة في المنظومة التشجيع على المبادرات التطوعية، وزيادة الفرص للراغبين في خدمة المعتمرين والزوار، وكان لافتا تصريح مستشار المسؤولية الاجتماعية بغرفة جدة سارة بغدادي وإعلانها بأن 60% من المتطوعين في حج عام 1440هـ كنّ من السيدات وهدفهن الأساسي كان نيل شرف خدمة ضيوف الرحمن.
هذا فضلًا عن سعي الوزارة لتبني المبادرات النوعية وقد قدمت ثماني مبادرات هذا العام كان لها بالغ الأثر في تيسير رحلة الحج، وتمكين قاصدي بيت الله من أداء نسكهم بيسر وسهولة.
ختامًا:
خلال تجولي بالمعرض لمست الانطباع الايجابي من الشركات ومقدمي الخدمة في الملتقى، حتى إن البعض قال لي: لقد تفاجأنا ووجدنا سقف طموحات الوزارة أعلى من طوحاتنا، وكان لهم مطلب وحيد هو تقديم موعد الملتقى والمعرض القادم بإذن الله لينتهى منه قبل الـ20 من ذي الحجة موعد سفر الشركات وعودة أصحابها لأوطانهم ليستثمروا تواجدهم بالمشاركة في الملتقى.
