معاناة شهري الاتحاد

في يوم الأحد الثاني من محرم، توفي اللاعب أحمد الشهري رحمة الله عليه، حارس الاتحاد سابقًا بعد معاناة طويلة مع المرض الذي ألزمه المستشفى وشل حركته الطبيعية بعد بتر رجليه الاثنتين.
أحمد الشهري هو مثل غيره من لاعبين التسعينيات الهجرية (التعساء) الذين لم يتم إنصافهم لا إعلاميًا ولا ماديًا، في حين أنهم أثبتوا وجودهم في المباريات المحلية والدولية، وحققوا الكثير من البطولات والميداليات لنواديهم محليًا وللوطن خارجيًا، ومع ذلك أنهيت حياة أولئك اللاعبين الأفذاذ الرياضية في صمت دون أن يحققوا أي مكاسب أو فوائد مادية، والبعض منهم تم تجاهله تمامًا حتى في مرضه مثل أحمد الشهري، فكنا نتوقع وقفة صادقة من نادي الاتحاد مع اللاعب الذي خدم النادي وذاد عن حراسة مرمى النمور لعدة سنوات، ولكن للأسف لم يحدث شيء من هذا، بالرغم من دعوة بعض أصدقاء أحمد ومعارفه ومطالبتهم بمساعدته، والوقوف معه من قبل نادي الاتحاد أثناء مرضه ..

أحمد الشهري مثل غيره من اللاعبين الذين تنكرت لهم أنديتهم بعد الاستغناء عن خدماتهم؛ وكأن الوفاء الإنساني يتوقف بتوقف العمل والأداء والقوة .. أحمد الشهري وأمثاله في جميع الأندية السعودية، الذين كانوا ملء السمع والبصر في تلك الحقبة الذهبية لكرة القدم السعودية، خرجوا من أنديتهم إلى الشارع يستجدون الشركات الخاصة لمنحهم فرص عمل، وأوفرهم حظًا هو من وجد له فرصة عمل في القطاع العسكري، ولم يكن أحمد الشهري بدعًا من أولئك المنسيين .. فقد مرّ بظروف معيشية صعبة قبل مرضه، وازدادت الصعوبة وتراكمت المتاعب الصحية والمادية بعد المرض، وفي تلك الفترة الحرجة لم يقف معه ويسدد ديونه إلا قبيلته (آل زيدان من بني شهر) بقيادة شيخ القبيلة حسن بن عبدالله الزيداني وأفراد قبيلته، الذين تكاتفوا، وتعاونوا وقاموا بالواجب تجاه أحمد الشهري الذي كان يستحق الدعم والمساعدة .. وبعد أن توفاه الله، قام والده العم حسن الشهري بمبادرتين إنسانيتين يشكر عليهما وتحسب له إن شاء الله في ميزان حسناته؛ حيث تنازل عن حصته من راتب أحمد التقاعدي لصالح بناته الثلاث، وكذلك قام بتثبيت أبناء أحمد الذكور الأربعة والبنات الثلاث، قام بتثبيتهم – جزاه الله خيرًا – في محل والدهم فيما يتعلق بالإرث الشرعي .. أدعو الله جل وعلا أن يغفر لأخينا أحمد الشهري، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما أصابه من مرض وألم ومعاناة في ميزان حسناته وكفارة لذنوبه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأرجو من القراء الكرام ومن محبي أحمد الشهري، الدعاء له بالمغفرة فلن ينفعه الآن إلا دعاء المحبين بعد رحمة الله.