على الرغم من سلبيات تطبيق برنامج التواصل الاجتماعي “الواتساب” من إضاعة للوقت في بعض الأحيان، والتوقف عن القراءة، والاطلاع في أحيان أخرى، واتباع الأسلوب الجدلي العقيم في إثبات الحقائق، وتصديق، ونشرالإشاعات المغرضة والتي تعرض الأمن للاختلال، وغيرها من السلبيات من قبل بعض المستخدمين لهذا التطبيق . إلا أن له ميزة جيدة في الكشف عن الشخصية الحقيقية للإنسان أي إنسان، وخاصة الشخصية النرجسية ذات الغرور، والتعالي، والفوقية، ومحاولة الكسب بشتى الطرق وبكافة السبل. وهي شخصية مريضة من أساسها الي أعلى رأسها، وحقيقة المشكلة المورقة أن تلك الشخصية المريضة لاتدرك بطبيعة الحال أبعاد تلك المعضلة لتعمقها في الوهم، ولانغماسها في المرض، والذي قد يصل لحد الجنون لاحقا.
فمن مظاهر الخيالات المريضة لدى تلك الفئة وهنا نلاحظها جيدا حين تتحدث في كل مناسبة هامة، وغير هامة. وكأنها الوصي الفريد، والمرجعية الوحيدة على أطياف المجتمع، وكأن المجتمع في الوقت نفسه قد خلى من الحكماء، والأدباء، والمثقفين، والمهتمين، والمختصين. فتجده يتحدث في بداية العام ونهايته عن التعليم، والمعلم، والمعلمة، ويضيف لهم الطلاب فوق البيعة؛ ليعطيعهم بعضا من توجيهاته الخائبة، وفي مناسبة أخرى يتحدث عن الأحوال الجوية عبر رؤية ينقصها الكثير من العلم، والمعرفة، والتجربة، وكأن الدولة خالية تماما من جهة حكومية تختص بالأرصاد الجوية، وفي مناسبة اجتماعية وهنا الكارثة الفعلية يتحدث عن أحوال المجتمع المختلفة. وتعتقد وللوهلة الأولى أنه وصل إلى سن متأخرة؛ لتتأكد أنه طارق في معترك الحياة؛لتستفيد فعليا من توجيهاته. ولكن تتفاجأ أن أسنانه مازالت لبنية! والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.
إن على الشخصية المريضة إن استطاعت أن تدرك مدى حجم إمكانياتها الحقيقية قبل أن يدركها الآخرون. فلو أدرك الناس معرفة حقيقة هذه الشخصية المريضة قبل صاحبها فهذا يعني أن الناس ترأف لحاله بدون أن يشعر هذا المسكين، بل وتشفق عليه. ولذلك يتحمل الناس أحيانا من أجل جبر الخواطر. ويكون الاستماع لأحادييثه من أجل التسلية، وقضاء الوقت ليس إلا. وبالمناسبة الإدعاء بمعرفة الحكمة، وإصدار الأقوال ليست بالكلام فقط، وإنما هي هبة من المولى عزوجل يؤتيها من يشاء، ولايفخر بها أصحابها، بل تجد التواضع، والبساطة، والمحبة سمات بارزة في شخصياتهم، بالإضافة للتجرد من حب الذات، والأنانية. ولكي نعرف الإنسان الحكيم من عدمه نجدها تحديدا من خلال توافق أقواله مع تصرفاته. وهي بالتأكيد لمثل هذه الشخصيات المريضة متناقضة. عموما قاتل الله الغرور فقد ابتلي به صاحبه من حيث يشعر أو لايشعر فأصبح لايفرق بين الصواب والخطأ، وفي الآخر نحن في المجتمع ابتلينا به و بغيره من المرضى الجدد.
سلمت يمناك أبا محمد..
نسأل الله السلامة….
والحمدُ للهِ الذي عافَانِا مِمَّا ابْتلاه الله به ، و فَضَّلَنِاعلى كَثيرٍ مِمَّنْ خلق تَفضِيلًا .
بارك الله فيك فقد وصفت واجدت وعرضت علينا مانحن نعاني منه من هذه الشخصيات فهم كثير اسال الله ان يعافينا مما وقع فيه الغير ويبعدنا عن الزلل