المقالات

الفقيد اللواء جمعان بن مبروك الزهراني

يبقى فراق الموت خطبًا مؤلما وحدثا موجعا، لذلك ما من عزيز أو حبيب أو قريب أو صديق فقدناه إلا وذاق القلب من لوعة فراقه وحرقة وداعه ما يتكدر به الفؤاد، فيصبر ويحتسب، لأنه يعلم حقيقة الدنيا؛ وأن هذه الحياة لاتخلو من بلية ولا تصفو من رزية، لا ينتظر فيها الصحيح إلا السقم ولا الكبير إلا الهرم،
ثم الرحيل منها محدد بوقت لا يتأجل وقد انقضى أجل حبيب غالٍ ورجل من رجالات الدولة أمضى حياته فيها بكل عزيمة واقتدار،
الفقيد اللواء جمعان بن مبروك الزهراني والذي كان مثالا رائعا في عمله وخدمته للوطن بكل صبر وتفاني، لاينثني عن مهامه وعن حبه وولائه للوطن وولاة الأمر، يتوج ذلك ما وهبه الله من خلق حسن وتواضع جم وتعامل راق وبشاشة لاتفارق محياه، وقد ابتلاه الله عز وجل بالمرض رحمة له وحبا له، فالله عزوجل إذا أحب عبده ابتلاه، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لايزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى ربه وليس عليه خطيئة).

ومع هذا المرض الذي كان يعاني منه إلا أنه يكابده ويؤدي رسالته بكل إخلاص وأمانة، وقد لمس ذلك زملاؤه و كل من يعرفه.
لذلك عزاؤنا فيه أنه قدم للوطن مايستحق منا أن نذكره ونشيد به، فالمخلصين وإن ذهبوا عنا نفحاتهم وعبق ذكرهم يخلده الزمان وتذكره الأجيال.

نسأل الله أن ينزله منازل الشهداء وأن يرفع درجته في المهديين ويبدله بدار السعادة والنعيم هو وجميع موتى المسلمين.

سيبقى ذكر مجدك يحتوينا
يعطر فعلك الزاكي سنينا

مضى ذاك الهمام لخير دار
واورث عزة وبها رضينا


فيا وطنا يحب المخلصينا
لقد كان اللواء لنا حصينا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button