وأخيرا وفي هذا العام الدراسي الجديد ١٤٤١هـ ينتصر المنطق ويضعنا في صورة ذهنية كانت منسية ردحا من الزمن بسبب الأيدلوجية التي سادت عشرات السنين ونحن طلاب ومعلمون نتجرع معلومات تاريخية لا علاقة لها برموزنا التاريخية ولا بمنجزنا الوطني ضد من كان يحاول يطبق مدخلات الاستعمار في بلادنا قبل أكثر من مائة عام ولكن حماية الله لبيته الحرام ووقوف الدولة السعودية في وجه المستعمر الذي تمثل في الدولة العثمانية التي كانت تصول وتجول في بلدان كثيرة شرقا وغربا إلا أن مواطن هذه البلاد أبلى بلاء حسنا في الدفاع عن أجزاء بلاده بعد أن لقى الدعم والنجدة والتجهيز العسكري اللازم من مؤسس هذا الكيان ” الملك عبد العزيز ” ورجاله فينتصر الحق على الباطل ويخرج الأتراك من بلاد الحرمين صاغرين ذليلين بعد أن ذاقوا الأمرين من رجال ضحوا بالغالي والنفيس وقدموا رقابهم فداء وتضحية وبكل ما يملكون لمواجهة هذا العدو الغاشم وهم يطردونه من منطقة لأخرى بما يملكون من سلاح تعضده البسالة في تعاون بين قبائل الجزيرة العربية ودعم جاء من الدولة السعودية التي أنهت حقبة من الزمن كان الأتراك فيها يريدون السيطرة على مناطق كثيرة وكان من بينها الجنوب ( الباحة وعسير ) إلى جانب منطقة الحجاز بالذات ” مكة المكرمة وما حولها ” لمكانتها الدينية والاستراتيجية في قلب العالم العربي و الإسلامي ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره فيقيض لهذه البلاد ملكا يطرد آخرمن كان قبلهم ويخرج فلولهم ويعيدهم ومعاونيهم إلى حيث أتوا لينهي الملك عبد العزيز مرحلة استمرت عشر سنوات شهدت صراعات مختلفة لتنتهي بسقوط آخر المعاقل ” جدة ” عام 1344هـ ومن ذلك تم إعلان ضم الحجاز إلى نجد تحت مسمى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها الذي جاء بعده مباشرة تأسيس المملكة العربية السعودية .
طبعا الأمير بخروش بن علاس الزهراني هو أحد رجالات منطقة الباحة وتحديدا محافظة القرى حاليا الذي تصدى بحنكته وسياسته وشجاعته للأتراك عندما اتجهوا لمنطقة الباحة في بداية عهد الدولة السعودية الأولى حيث قام مقام الإمام بن سعود في صد هجوم الأتراك واستعان برجاله الأوفياء بعد أن التحق بالجيش السعودي مطلع القرن الثالث عشر حتى قبض عليه الأتراك بعد معركة ” بسل ” في منزله ليقتادوه للقنفذة ويقطعون رأسه ويتم نقله للأستانة من باب التشفي والتنكيل به لما وجدوا منه من شجاعة وبسالة وببعض رموز تلك المرحلة كطامي بن شعيب ولاشك أن تاريخه ومرحلة كفاحه وإن كانت في الأذهان إلا أنها لازالت دون البحث الزمكاني لعدم توفر المصادر الكافية سوى ما قام به أحد الزملاء عضو النادي الأدبي محمد بن زياد الزهراني الذي صدر له مؤلفا يكاد يكون اليتيم في تاريخ هذا الرمز الوطني ” الأمير بخروش بن علاس الزهراني ” والتعريف به وهو جهد يشكر عليه ولكن بفضل ما نعيشه في هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تشهد مناهجنا الدراسية انفتاحا وانتصارا لرموز الوطن حيث أعادت وزارة التعليم من خلال أحد مقرراتها الدراسية هذا العام بعض حقوقه بإدراج اسمه في مفردة من مقررات التاريخ السعودي بعد أن حفظت الدولة حقه في إطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة الرياض .
ويبقى السؤال حائرًا معلقاً حتى إشعار آخر مفاده :
هل تعترف منطقة الباحة بابنها الوطني البار الأمير بخروش ؟ وتطلق أمانتها اسمه على ميدان أو شارع بارز على خارطتها الجغرافية في مدينة الباحة بحجم اسمه ومكانته وتقديره ؟ أم سيكون غيره من الأسماء التي نالت نصيبها وهي ربما غير معروفة لدى السكان على الأقل أحق بالتسمية من هذا الرمز الوطني الذي نعتز به كما اعتزت به دولتنا في هذا العهد الزاهر ؟؟ علماً أننا ومن هذه الصحيفة الغرّاء طرحنا طلباً مماثلاً في مقالٍ سابق .؟
السؤال نطرحه هنا ونتمنى وصول صوتنا -كمواطنين ومثقفين مبتهجين ومتابعين – إلى سمو أمير المنطقة القارئ الإداري الواعي المتابع الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز ليصدر توجيهه الكريم للجهات ذات العلاقة بأن يتوسم أحد شوارعها البارزة أو ميادينها أو مدارسها أو أي مشروع تنموي يليق بسمعة ومكانة هذا الفارس الرمز لتكون الباحة ولو متأخرة ضمن قائمة من اعترف به وحفظ له مكانته التاريخية والوطنية وهي الأولى به وأن نرى أسماء أخرى من أبناء المنطقة البارزين ممن خدمها بجهده أو بماله في مشروعات مفصلية دعما لتنميتها ومنهم الشيخ سعيد العنقري والشيخ علي المجدوعي على سبيل المثال لا للحصر ويكون البقية ضمن برنامج يتم بحثه عن طريق المحافظات والمراكز التابعة للإمارة من باب الإنصاف والله من وراء القصد .
لفتة طيبة من الأخ العزيز الدكتور عبد الله غريب والغريب أن تاريخ بخروش يدرس في المناهج ولاتسمى الشوارع باسمه فنحن نجد في مدينة جدة شوارع عامة بأسماء تجار كل شهرته أنه أكل خيرات البلد ولم يقدم له مايذكر
هذا البطل قدم تاريخا يدرس للأجيال القادمه في التضحيه والبساله رحمه الله رحمة لا يشقى بعدها ونتمنى تسمية شارع أو حديقه لهذا الأمير البطل لكي يتذكره ابنائنا فما قدمه في خدمة ارضه وطرد المحتل العثماني لهو دليل على تجبر وتكبر الأتراك الملاعين