حين نتحدث عن القراءة، وأهمية القراءة،وفوائد القراءة، حتمًا لا نخلق وجهة نظر مضادة، أو نثير الجدل، بل إن الجميع متفق أن القراءة مصنع للفائدة، وسيل للمعلومات، ومناقشة الحدث باختلاف الرؤى والأفكار؛ وكيف لا وأننا نرى على أرض الواقع مدى وضوح تأثير القراءة على الإنسان القارئ.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ لماذا انصرف الكثير عن القراءة؟ وانصب الاهتمام كله على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
“إلى أن وصل هذا الحال والتأثير للكتّاب، فوجدنا بعض الكتّاب، والمثقفين، شحّت مواردهم الثقافية، ومنتجاتهم العلمية،والأدبية، وغدا الاهتمام كم وصل عدد المتابعين؟
ومن الظواهر السلبية أن أصبح الكتاب مدخلًا لتلك الزيادة، وليس العكس، بأن تكون الاستفادة من المواقع تلك نشر الكتاب وتسويقه كقيمة أدبية.
فدور الكاتب في التصحيح والتنوير دور مهم جدًا، فانحساره وصب جُل اهتمامه على مواقع التواصل الاجتماعي، واستسهال الشهرة يقيد الإبداع والأدب، ويخل أركان المعرفة”.
أذهب مع الرأي بأن لا غنى عن تلك المنصات فوجودها مهم كتسويق المنتج الثقافي، لكن محل الاختلاف أن يكون ذلك التسويق يخدم الكاتب وليس المنتج، وفي اعتقادي أيضًا تسبب ذلك الاهتمام في تدني مستوى الكتاب المحلي. لا يوجد اهتمام بالمحتوى بسبب تشتت التركيز.
فالرواية السعودية أصبحت تُكتب بالعامية، ليس انتقاصًا من قيمة اللهجة، لكن قيمة الأدب في اللغة العربية الفصحى، فتنازل عن الكتابة الصحيحة؛ بداية الخروج عن القيمة، والفكر، والمنطق، والعُرف، وهذا ما قد كان فالرواية السعودية بشكل خاص أصبحت مكررة، مستنسخة، مقتبسة، ليس بها روح مختلفة، أو إبداع مميز. وإن كُتبت باللغة الفصحى؛ ينقصها الكثير من العناصر الأخرى.
“ولكيلا أُجُني على الرواية السعودية بالعموم، سوف أستخدم كلمة بعض كتّاب الرواية، لكني أدعي بأني متابع جيد لحركة الرواية السعودية وكتّابها، وتلك حصيلة وجهة نظري فيما أدركه، وقرأت منهم”.