استهداف منشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية بمحافظة بقيق وهجرة خريص جعل ما قبل الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 14 سبتمبر 2019 غير ما بعده ؟
الكثير من قواعد اللعبة ستتغير والمستغرب هو عجز الإدارة الأمريكية وصمت الاتحاد الأوروبي ؟!
حققت أرامكو أرباحًا بواقع 111 مليار دولار بنهاية 2018 ما جعلها الشركة الأعلى ربحية، وهذا الهجوم لم يستهدف فقط المملكة، بل كبد الاقتصاد العالمي الكثير من الخسائر بما يعادل 6% من إنتاج النفط مما دفع إلى زيادة أسعار خام برنت القياسي 20%، وهو أعلى ارتفاع منذ حرب الخليج عام 1991وربما يلامس سقف 150 دولارًا خلال أقل من شهر !!
ورغم أن الإدارة الأمريكية حمَّلت إيران مسؤولية الاعتداء منذ اللحظة الأولى، وهددت بإمكانية شن عمل عسكري ضدها إذا ثبت ارتباطها المباشر بالاعتداء ؟
لكن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التالية كانت مخيبة للآمال كالعادة! ويبدو أنها اكتفت بإلقاء اللوم على إيران، بل وسوَّق ترامب لجمهور ناخبيه هذا التحدي الكبير لإدارته الضعيفة والعاجزة باعتباره يصب في مصلحة أميركا وتصدرها قائمة الدول المصدرة للنفط كما سيوجد المزيد من فرص العمل ؟!
لقد سبق أن هددت إيران الغرب بأعمال عسكرية في حال شن حرب ضدها كما اعتبرت الحصار المفروض عليها شكلًا من أشكال العدوان والموت البطيء، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وهي المسؤول الأول حتى لو لم تطلق إيران الطائرات المسيرة فهي المصنع لها، وهي تدير هذه التكنولوجيا والعمليات العسكرية ضد وطننا انطلاقًا من اليمن تحت غطاء الحوثيين.
هذا التصعيد غير المسبوق سيجعل المملكة تعيد تموضع تحالفاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالحها العليا، وكان تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الأخيره، والذي أكد فيه قدرة المملكة على التصدي لتلك الاعتداءات، والرد على الأعمال العدوانية أيًا كان مصدرها كان تصريحًا مطمئنًا، كما أرسل رسالة قوية للداخل والخارج بأن المملكة ستدافع عن أراضيها ومنشآتها الحيوية ولا تحتاج لأحد إذا ما تعلق الأمر بمصالحها العليا وأمنها واستقرارها.
وأخيرًا .. الاعتداء على منشأتي أرامكو هو اختبار حقيقي للإرادة الدولية في مواجهة الأعمال التخريبية المهددة للأمن والاستقرار الدوليين، كما صرح بذلك سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فماذا هم فاعلون؟