إن الناس اليوم أخذهم الإعلام بشتى أنواعه، فما من لحظة إلا والإعلام ينقل الجديد من الأخبار؛ ليكون الإنسان على بيّنة من أمر الحياة التي يعيش فيها.
ولقد استطاع الإعلام أن يجد اعتناءً لدى الكثير من الدول، حتى وصل الأمر إلى تنقيتها للمادة الإعلامية إن جعلت لها جامعات وكليات، كل ذلك في مصلحة الإعلام لتحقيق أهدافه وغاياته.
ونقل الخبر خدمة للإنسانية؛ لأن الإنسان لن يستطيع العيش منعزلًا عن العالم.
إننا نجد من الإعلام سواء المرئية والمقروءة والسمعية اختلافًا كبيرًا، مابين الالتزام بالمصداقية والموضوعية، وعدم الالتزام، فهناك من اتّخذ الكذب والزور لباسًا، فأشعل نارالفتن التي أدت إلى الحروب المدمرة.
فمن بين الإعلام السيئ في عصرنا إعلام قناة الجزيرة، تلك القناة القطرية الصنع، الطائفية المشروع، برامجها لدعاة التطرف يتسابقون إليها.
ما من يوم إلا وللقناة ترويج ببضاعة الكذب والتضليل، تارة بالتعاطف مع المستضعفين – على حد زعمها- وتارة الالتزام بالصمت إذا كانت لمصلحة التطرف ودعاة التطرف.
ومن الدول التي تتعرض لهجمة شرسة من قبل قناة الجزيرة المملكة العربية السعودية، ما من برنامج من برامجها، أو نشرة أخبار عليها إلا كان السب والشتم للمملكة، دون ذنب اقترفته، إنما اتباع الوصايا من الذين جعلوها أداة لإيذاء المملكة.
إن الجزيرة في تقرير بثته حول مؤتمر نظمته رابطة العالم الإسلامي في باريس في هذا الأسبوع بالتعاون مع بعض الشخصيات الإسلامية في فرنسا – مع أني لاعلاقة لي بالمؤتمر – تهجمت الجزيرة على السعودية؛ لكونها هي التي احتضنت رابطة العالم الإسلامي، والسعودية منبوذة.
فمن خلال إيماني بقدسية الحرمين الشريفين، مهبط الوحي، منبع الرسالة، قبلتنا جميعًا، وجدت نفسي لابد من التنديد والاستنكار لما ترتكبه قناة الجزيرة من السخرية والاستهزاء لبلاد الحرمين.
إنني لا أتحدث عن المؤتمر إيجابياته وسلبياته تعود إلى المنظمين والمتعاونين، إنما شعوري بمكانة المملكة العربية السعودية في ديننا الحنيف، دفعني إلى أن أقول للجزيرة: أليس علماء الجزيرة الذين يفتون ليلًا ونهارًا يتوجهون في الصلوات الخمس إلى الحرمين الشريفين ؟ . فلماذا لاينصحونكم إلى عدم الدعوة لزعزعة أمن الحرمين ؟.
المشروع من بعيد، والتنفيذ من قريب.
إن تقرير القناة، والذي أظهر المتحدث فيه حقده الدفين على بلاد الحرمين؛ ليؤكد للجميع مشروع الجزيرة وسياستها.
إن المملكة العربية السعودية حققت الكثير من المشاريع الإسلامية التي دعت إليها، وكانت لها المساهمة الفعالة فيها، ونجحت بالفعل، وشهد العالم بذلك كله، ولكن ذلك غاب عن الجزيرة !.
إن الرابطة لاتحمل اسم السعودية، إنما تحمل اسم رابطة العالم الإسلامي، فهذه المنظمة العالمية التي تجمع جميع الدول الإسلامية، لاتقتصر عضويتها لدولة دون دولة، بل جميعها مشتركة، ومن بينها المملكة العربية السعردية.
وكذلك منظمة التعاون الإسلامي هي ليست سعودية إنما للدول الإسلامية، من بينها السعودية.
فلماذا ياقناة الجزيرة تتهجم على السعودية بمؤتمر نزمته هيئة بالتعاون مع جهات أخرى ؟
أكلما كان الناس يريدون العيش في أمن وآمان تفتح صفحة جديدة لإشعال نار الفتنة والتدمير ؟
المؤتمر له إيجابياته وسلبياته، لكن المملكة هي المملكة، وليست مملكة للمؤتمرات، إنما مملكة الأقوال مع الأعمال بقيادتها الرشيدة الحكيمة المستمدة قوتها من الله تعالى.
وستظل في خدمة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا