حسن شعيب

همّة شفافة نحو القمة

منذ أعلن ولي العهد أمير الشباب محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030 ؛ وضّحَ بكل صراحة أن هذا الوطن ستكونُ نهضته على سواعد شبابٍ وشعبٍ جبار عظيم همّته مثل جبل طويق صموداً وقوةً .. وأنّ 6 ملايين طالبٍ وطالبة سيكونون أول المستفيدين من هذه الرؤية ؛ لأنهم المستقبل الذي سيقطف ثمارها اليانعة . 

إن الشفافية التي انطلقتْ بها الرؤية مبدأٌ تنمويٌ في نهضة الدول ، بل هي السلاح الأول لمحاربة الفساد ، وأوّل أدواتِها الإعلام الذي يلعب دوراً كبيراً في تحقيق أهدافها وتعزيزها . 

ولعلنا نحتاج بالدرجة الأولى إلى إصلاح الإعلام التربويّ الموجّه نحو أبنائنا الطلاب أطفالاً وشباباً ؛ لأثره المهم في ثقافة ثلثِ سكان المملكة من الطلاب والطالبات الذين هم مستقبل رؤية 2030 الشفافة ! 

فعلى سبيل المثال : أتفهمُ أمنياً أن تُحاط زيارةُ أميرٍ أو وزيرٍ بمجموعةٍ من المسؤولين لتوقيع اتفاقٍ أو افتتاح مشروعٍ ، ولكن ما لا يُقنع حضورُ حشْدٍ من الموظفين في زيارة تفقديّة لمدير إدارةٍ عامةٍ بالتعليم ، مع ما يتبعُهُ من فلاشات وأخبار وكأنه إنجاز وطني كبير ، وهي زيارة للتأكد من سير الأعمال وإنجازها لا أكثر ، ولا تستحق كل هذه التغطية والإشادة ! هذه الصور الإعلامية المُهدِرة للعمل المزيِّفة للواقع تتركُ آثاراً غائرة في جسد الثقافة التربوية للناشئة لا يُحمَدُ عُقباها ! 

نحن نحتاج إلى شفافيةٍ تُوصِل صوتَ المواطن الضعيف المحتاج إلى الخدمة دون الحاجة للوقوف على باب إمارةٍ أو وزارة ! أن ينزل المسؤول إلى أرض الواقع بلا حاشية وبهرجة يتلمّس احتياجات الناس البسطاء قبل أن تستفحل مُعاناتُهم .. ألا يكون سلوك المسؤول ردةَ فعلٍ طارئة بعد وقوع الكارثة ! 

نحتاج إلى قمة ناصعة البياض بعد تنظيف القاع من أوساخ المفسدين الصغار والمتوسطين .. مؤمّلينَ كل التوفيق لهيئة مكافحة الفساد بدايةً قويةً وبمنتهى الشفافية التي قطعتْ رؤوس أرباب الفساد المتضخّمة سابقاً ! 

لابد منّ قمة تعلو بناءَ مجتمعٍ داعمٍ للشفافية مناهِضٍ للفساد .. أن تُعزّز سيادةُ القانون مع فرْض العقوبات الرادعة للمفسِدين ! 

كل مواطن في هذا البلد المعطاء يتمنى شفافيةً تبشّره ولا تفجأهُ بقرارات وضرائب تُثقل كاهِلَه .. إلى تغييرات تصبّ في مصلحته وتحفظ إنتاجيته .. 

يجب أن ندعمَ شفافيةً تغرسُ في المواطِن أنه شريكٌ في هذا الوطن ، يحميه ويذودُ عنه واجباً عليه ؛ لأنه مواطن كامل الحقوق غير مضطرٍ ليقف على باب أحدٍ مهما كان ! 

89 عاماً مرّت على وحدةِ وطنٍ نحتاجُ أن نُحبّه ويحبّنا .. وطنٌ تذوبُ في حبّه كل الانتماءات والاتجاهات .. وطنٌ نفخرُ به ونحافظُ عليه .. وطنٌ نحبّ قائِدَهُ كما يحبّنا وأكثر .. وطنٌ بهمّة قوية نحو قمة عالية .. نفديهِ بأرواحنا وفلذّاتِنا ؛ لأننا بُناتُهُ وحُماتُهُ الآمِنُون بسلامهِ وأمانه . 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى