د. جرمان الشهري

يوم الوطن المجيد

في يوم الوطن المجيد التاسع والثمانين نحتفي ونحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية ، وفي خضم هذا الإحتفاء تختلط المشاعر السعودية بين فخر وتحدي ، بين قوة وعزم وحزم ، تمر هذه الذكرى العطرة على بلادنا في ظروف صعبة ، وبالتالي كان لزاماً علينا أن نتعامل مع هذا الإحتفاء بشكل مختلف عن كل عام ، فليست الوطنية مجرد يوم عابر نتسلى فيه ونرقص ونفرح ، خصوصاً هذا العام ..
يوم الوطن هذا العام يستدعي الهمم ، ويحث على الصمود في وجه التحديات ، نحن لم نعد نفرق بين الصديق الحقيقي والصديق المتمصلح ، فالإعتداءات الإيرانية السافرة على حقول النفط ببقيق وخريص ، وقبلها مثلها في مناطق نفطية أخرى ، تلزم علينا وتتطلب منا التأمل وإعادة الحسابات ، فالعقول الواعية أصبحت حيرانة فيما يحدث من سيناريوهات غربية إيرانية ، في البداية كان التهديد الغربي والوعيد الأمريكي في تصاعد مستمر ضد إيران ، وتحديداً كان الرئيس الأمريكي يتوعد إيران بالويل والثبور في حال اعتدت أو فكرت في الإعتداء على أمريكا أو مصالحها أو حلفائها ، وبالمقابل لم تكترث إيران بالتهديدات الأمريكية ، لمعرفتها بخور ووهن التهديدات الأمريكية وعدم جديتها ، ولهذا فإنه يتبين لكل ذي عقل بأنه بعد استهداف بقيق وخريص ، كان يجب على أمريكا الرد العسكري الحاسم الفوري الذي يؤدب إيران ويردعها عن ارتكاب مزيد من الحماقات ، ولكن للأسف لم يحدث شيء من هذا ، بل العكس هو الذي حدث ، وذلك من خلال التصريحات السلبية المنهزمة للرئيس الأمريكي ، عندما قال ( بأن إيران لم تستهدف أمريكا وإنما استهدافها كان موجهاً لحقول النفط السعودية ، وعلى السعودية حماية نفسها وسوف نقوم بمساعدتها كحليف لنا ) هذا الكلام فيه إشارة واضحة إلى تخلي أمريكا عن دورها في حماية مصادر وإمدادات النفط العالمية وليس السعودية فقط ، والإشارة السلبية الأخرى هي تهرب أمريكا من المواجهة العسكرية ضد  إيران وتجيير تلك المهمة للمملكة العربية السعودية ، وهذه حسابات أمريكية خاطئة ، فالقيادة السعودية الراشدة لا تقدم على أي خطوة من هذا النوع إلا بعد أن تحسب حساباتها من جميع النواحي ، ليس تخوفاً ولا ضعفاً ، ولكنها السياسة السعودية الحكيمة التي تختار الوقت والظرف الملائمين لأي عمل سواء عسكري أو غيره ، السعودية لا تأتمر بأمر أحد ، ولا يمكن أن تتسرع أو تقع في الفخ الأمريكي ، وفي ذات الوقت لصبرها حدود وغضبها مؤلم متى ما أرادت فعلياً وليس قولاً بلا عمل ..
السعودية ليست ممن يُستفز أو تنطلي عليه الحيلة ، والشعب السعودي الواعي هو السند بعد الله لقيادتنا الرشيدة متى ماصدرت الأوامر ، فالجميع سيدافع عن تراب الوطن بالروح وبكل ما نملك ، فنحن مستعدون ، عسكريون ومدنيون ، الكل تحت أمر القيادة لحماية الوطن ومقدساته ومكتسباته .

Related Articles

6 Comments

  1. أشكرك وأفتخر فيك على مواضيعك وحرصك وإهتمامك بما يخدم الوطن ويرفع من شأنه وكذلك تذكيرك بالمواضيع الطيبه ولاغرابه بالتذكير لأنه ينفع المؤمنين جعلنا الله وإياكم من المدونين الذين لاخوف(ن)عليهم ولا هم يحزنون والله يوفقك يا أبا وليد

  2. يعطيك العافية يابو وليد مقال يفند واقع الحال ويؤيد مقالات سابقة لك تؤيد عدم جدية ترامب في الرد على التهديدات الإيرانية ولكن كما قلت المملكة بقيادتها الحكيمة قادرة على حماية المملكة بكل ما تستطيع ولاشك في أن قيادتنا قد أدركت ذلك منذ وقت ليس بالقصير وأعدت عدتها الكافية للدفاع عن مملكتنا ومقدساتها ومقدراتها ويبقى قرار الرد من عدمه بيد أبو فهد وولي عهده الامين أعانهم الله ووفقهم لكل خير

  3. بارك الله فيك أستاذ سعد ..
    وشكراً على تعليقك الجميل في يوم الوطن الغالي ، أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان ، وحفظ الله السعودية قيادة وحكومة وشعباً .

  4. الحمد لله الذي بنعمه تنعم بلادنا بكل خير من قيادة حكيمة وشعب فاهم واعي متلاحم ووطن قبلة للاسلام والمسلمين ورزقه رغد ياتيه من كل مكان بفضل من الله ونعلم جميعا ان حسادنا كثير واصدقاىينا اكثر ولكن تكلانا على الله تعالى فهو الحافظ وبيده تصريف الأمور وترامب لم يحمي نفسه لذا يجب ان نحمي أنفسنا وطن لا نحميه لا نستحق ان نعيش فيه ودمتم

  5. حياك الله أخي حاسن ، وأشكر لك مشاعرك النبيلة تجاه أخيك ، دعواتنا جميعاً لبلادنا الطاهرة بالحفظ من حقد الحاقدين وشرور المتربصين .

  6. شكراً لأبي عبدالله على هذا التعليق الضافي ، وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان ، واللحمة الوطنية التي توحد صفوفنا وكلمتنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button