تهب الرياح العاتية فتتغيّر الطبيعة ، وتتلاطم الأمواج فتبعثر البحار ، وتتحرك كتل الرمال فتطمر المعالم والهيئات ، بيد أن جميع الظروف تقسو أحيانًا على من تحب ، فيزداد صلابة ومنعة .
عنما اختار الله الجزيرة العربية كمهبط للوحي ومركز للأرض لم يكن ذلك محض الصدفة ؛ بل من باب التكريم الواجب المحافظة عليه ، ومنذ تأسيس الدولة السعودية وريح الشرّ والأشرار يتربصون بها الدوائر ، كيف لا ؟ وهم يعلمون أن مركزية الإسلام ومنبعه من هناك ، وزاد من غيظهم تلك الثروات التي حظيت بها الدولة السعودية ، ينضاف إلى ذلك تربعها على عرش السيادةالعالمية ، دينيًا و اقتصاديًا وسياسيًا ، فتكالب الأعداء والمتربصون ، وأكثرهم كان يقتات على المعونات من دولتنا الحبيبة ؛ بل إنّ الطرق والمستشفيات والمدارس لم يكونوا يعرفونها من دولهم وقامت بإنشائها حكومتنا الرشيدة حفظها الله ، وتعدّ المطامع في دولتنا وضرب مقدراتها ومقدساتها من أولى الأوليات عند الأعداء ، وهم أجبن من أن يواجهوا وجهًا لوجه ؛ بل يسخدمون أذنابهم وعصابات القتل والتدمير ، فعلى مدى التاريخ لم يكن لأشد عداوة للمسلمين مباشرات قتالية ، ولكن يوعزون إلى حميرهم الذين يحقدون على الإسلام وأهله ، وهم يعرفون أن صخرة الإسلام الحقيقي هنا ، ولذا يكيدون المكائد والعالم المتحضر مكتوف اليدين يستقوي على الضعفاء فقط ، وبرغم ذلك فسماؤنا محمية ، وحدودنا عصيّة ، وأسُودنا على حدودنا البحرية لهم زئير مجلجل ، وكل ذلك والشعب ينعم بالرخاء وطيب العيش ، وهو ما زاد من حنق الأعداء ، فزاد عداؤهم ، ونعيد المقولة ” والعالم المتحضر ينظر ويسمع ويرى ” ، فما تفسير ذلك ؟
هناك خطط تدميرية بدأت بالمسلمين في أفغانستان ثم العراق وسوريا وتمكين ثلة من العصابات في اليمن .
إذا كانت إيران في نظر العالم دولة إسلامية فلماذا لا ينادون بتحرير المرأة فيها ؟ وإن كانت كذلك لماذا لا يضيقون عليها الخناق في الإعدامات المروعة عندما تنصب المشانق على الرافعات في وسط الميادين ؟
لا إجابة على تلك التساؤلات إلّا إن العالم المتحضر ثبت عنده يقينًا بأن الإسلام بعيد كل البعد عن ذلك القطر ، ولا خوف منهم ، إنما الإسلام الحقيقي الذي يأزر في جزيرة العرب .
أطلنا في التعبير وفي الحلق غُصة ، ولكن نعود إلى ذكرى وطننا الفتي الذي يحتفل بعامه التاسع والثمانين ، نعم رخاء وصمود وتوشح بالكبرياء والشموخ ، فنحن بالإيمان نرقى ، وعلى ثوابتنا نحافظ ، وبقادتنا نفاخر ، وعلى أعدائنا تدور الدوائر .؟
بارك الله بك دكتور نايف نعم وطننا سيبقى فتيا بإذن الله تعالى رغم ما يكاد به و بنا و قيادتنا عز للإسلام و المسلمين .
اللهم أدم علينا الأمن والأمان واحفظ بلادنا من كيد الكائدين نفع الله بك وبعلمك يادكتور