تتتاقل الأجيال حب هذا الوطن الغالي من جيل لجيل. من جيل الأجداد أساس الوحدة، والقوة، إلى جيل الآباء عماد البناء، والنهضة، وصولا لجيل الأحفاد محط الأمل، والتفاؤل،والقيادة؛ لتبوء أرقى الأماكن بين جميع الأمم. وتتزايد الأحاسيس من عهد لعهد آخر، ومن وقت ماض إلى وقت حاضر. والمشاعر الجياشة لاحدود لها أبدا في الوفاء للوطن، ولامقياس لتلك المحبة الدائمة بالتأكيد. حتى من تأخذه الحماسة عفوا في اعتقاده بتفرده في حب الوطن فقد جانبه الصواب، ولكنه على كل حال التنافس المحمود على المحبوب. هذا المحبوب الذي يضم في رحابه أقدس المدن وأطهرها مكة المكرمة، والمدينة المنورة. وهنا يحق لنا أن نباهي به الأوطان كلها. فلا وطن والله مثل وطننا، ولا أرض أغلى من أرضنا، ولا سماء زرقاء أجمل من سماء هذا الوطن المعطاء.
والجميل في هذه الليلة.. ليلة اليوم الوطني الخالد مشاهدة ابتهاج المجتمع، وفرحته بهذا اليوم الوطني للملكة العربية السعودية وهي فرحة عفوية، ومباشرة تعبر بكل الود، والتقدير عن ماتكنه القلوب البيضاء من جمال، ووفاء، وانتماء، وولاء لولاة أمرهم، ولوطنهم المعطاء “أنت مامثلك في هالدنيا بلد.. والله مامثلك في هالدنيا بلد “. وعام 1351 عام التوحيد والذي لاينسى حيث الوحدة بعد الشتات، وعام المحبة بعد البغض، وعام الإخوة بعد الكراهية. فمن ينسى الاضطرابات، والقلاقل، والفتن.. ولأتفه الأسباب، وأدنى الاحتمالات . فالحمد لله أن من على ساكني هذه البلاد الطاهرة بالامن، والأمان، والاستقرار بفارس اسمه عبدالعزيز آل سعود وفقه الله في توحيد مملكة، بعد تأسيسها في ظروف صعبة لم تخلومن المغامرة، والمخاطرة.
كما أنه من الأجمل أن تظهر المشاعر الوطنية في بذل المزيد من الحب، والوفاء، والتضحية، لهذا الوطن. فالحب العظيم وبكل تأكيد تنقش حروفه الغالية في دواخل أعماق القلوب، وتقرأ سطوره الزاهية على أرض الواقع عبر حماية أمنه من أي حاقد ، وحماية حدوده من أدنى عدوان. إضافة لتحقيق الإنجازات الفردية المشرفة، والجماعية المشرقة على حد سواء، مع المحافظة على مكتسباته، ومقدراته، وثرواته. وهنا على سبيل المثال لا الحصر من الممكن قراءة الموقف لتلك الصورة الوطنية المتميزة لذلك المسؤول النزيه وقبل أكثر من ثلاثين عاما رفضه الإغراءات المالية من أجل وطنه ولم يكن لأحد الاطلاع في جنح الظلام إلا خالقه..! وهذا باختصار نموذج يحتذى به في تفسير المعنى الحقيقي لحب الوطن فقط. حفظ الله وطننا الغالي من كل شر، ومكروه.
نسأل الله أن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا …ويحفظ ولاة أمرنا ويوفقهم لخدمة الدين والوطن….
دمت ياوطني شامخا عزيزا مستقرا آمنا ….