في بداية تولي إدارة سلطان أزهر مقاليد الأمور بنادي الوحدة، بدأت الأصوات تعلو هنا وهناك منهم من هو منتقد وأنا كنت واحدًا منهم، ومنهم من هو يدعو للتريث وانتظار نتائح العمل، في الحقيقة أنا كنت أحد المنتقدين، ولكن في جانب واحد فقط، وهو إدارة كرة القدم والمشرف العام عليها المهندس توفيق تونسي، فكنت أرى من منظوري أن ما يقوم به المهندس توفيق عملًا متخبطًا، وغير احترافي، وكنت أكتب وأنتقد، وتوسعت دائرة انتقادي حتى بدأت أشك في انتماءات مجلس الإدارة بالكامل، وأنهم من أصحاب الميول المزدوجة، وأصبحت متوجسًا خيفة من هبوط الفريق الوحداوي هذا الموسم لمصاف أندية الدرجة الأولى، بل أصبحت متيقنًا من هذا الهبوط بعد الهزيمتين المريرة من أشقائنا بنادي الاتفاق ونادي أبها، لترتفع وتيرة النقد عندي حدها الأعلى، حتى ظهرت لحظة الحقيقة، بعد توقف الدوري، وقيام عرّاب التغيير للأفضل ابن مكة البار العقل المدبر توفيق تونسي بتنفيذ قرارات شجاعة جعلت الفريق في غاية الأناقة، والانضباط التكتيكي، حيث قام بتنفيذ قرار حاسم وهو تغيير المدرب في وقت مبكر، وحتى بعد فوزه على الأشقاء في النادي الأهلي بثنائية مستحقة، وكانت آخر مباراة للمدرب ولم يلتفت الشجاع أبو أسعد لأي منتقد أو أي صوت رافض لهذا القرار، واضعًا نصب عينيه مصلحة الفريق، وقام بجلب المخضرم المدرب كارينيو، وقام بإعادة المدافع شافيز وجلب المدافع الصلب بوتيا، في قرارات سريعة لتعديل الأوضاع، ولم ينتظر حتى تقع الفأس بالرأس لتأتي مباراة الفيحاء وتحقيق ثلاث نقاط مستحقة، وهنا سأتوقف قليلًا فقد تغيرت قناعاتي وبدأت أرى أن الرجل محنك، وذكي، وشجاع، إذن هو رجل من العيار الثقيل؛ لذا وجب علي وفقًا لما تقدم من معطيات أن أتقدم بالاعتذار لهذا الرجل صاحب الفكر المستنير الذي هزم كل قناعاتي الخاطئة، وبالفعل قمت بالاتصال هاتفيًا عليه ورد بكل أدب وهدوء، ورحب بي أجمل ترحيب فلا غرابة فهو سليل أسرة قديرة مرجع في الأخلاق والأدب والسلوك الحسن ونعم ألف بأسرة التونسي، وبدأ يشرح لي ماحصل معه منذ سفره مع الفريق لمعسكره الخارجي وحتى مباراة الفيحاء، وكانت تفسيراته منطقية جدًا وطريقة سرده للأحداث احترافية، بدرجة امتياز والرجل تصرف؛ وكأنه ولد على العشب الأخضر أبهرني بكل كلمة تفوه بها، ماهذا الرجل المتشبع بفن التعامل مع المتغيرات السريعة، وكيف ثبت أمام رياح الانتقاد العاتية، ومن هذا المنبر أحب أن أوجه له كلمات خاصة: والله ياسيد توفيق أنا أقف أمام الجميع معتذرًا لشخصك الكريم عن كل لحظة شك، ساورتني في احترافيتك، وذكائك، وفنك، فأنت حقًا عرّاب التطور والتغيير وصانع هذا الفريق، صاحب الشخصية القوية، والكاريزما الفخمة، وأعرج قليلًا على بقية قناعتي الخاطئة تجاه هذه الإدارة الشابة الطموحة، فعندما دعاني الخلوق والأخ الحبيب المشرف العام على كرة القدم بنادي الوحدة لحضور مباراتنا مع أشقائنا نادي الفتح، وعند دخولي للملعب وفي طريقي للمنصة الرئيسية وجدت الأستاذة الفاضلة والأخت الغالية خلود عطار، مديرة المركز الإعلامي بالنادي، تقف أمامي لترحب بي أجمل ترحيب رغم انشغالها وتحركاتها لتسيير أمور كثيرة قبل المباراة، وتجاذبت معها أطراف الحديث، لكوني مدير عام سابق للنادي لأجد إجاباتها مبهرة، وماتقوم به من تطوير وتحديث للمركز الإعلامي تدريجيًا، لهو مفخرة لكل فتاة سعودية، فهذه السيدة تعمل وفق منهجية مدروسة تتوافق مع متغيرات الأمور، وفق رؤية ولاة الأمر في بلدنا الكريم وتعمل بطرق حديثة ومبتكرة، وتتقبل النقد البناء وأي مقترح يفيدها في دفع عجلة التطور في المركز الإعلامي فهيا مرحبه به، إذًا أنا كنت أنتقد من بعيد، وحسب مايصلني من معلومات خاطئة، فالحمد الله أنني فهمت، وعرفت، وتراجعت، وعند صعودي للصالون الخاص بالمنصة تقابلت مع الرئيس الفخم سلطان أزهر، الذي تمنيت تقبيل جبينه على حسن اختياره لأعضاء مجلس إدارته الموقر، وحسن إدارته لهذه المنظومة الجميلة، وأريد هنا أن أُطمئن أهلي وعزوتي جمهور الوحده الغالي بأن ناديهم بأيدي أمينة جدًا جدًا جدًا، اللهم لك الحمد أن نورت بصيرتي، وأريتني الحق حقًا ورزقتني اتباعه، شكرًا إدارة نادي الوحدة، من الرئيس الفخم مرورًا بأخي الحبيب توفيق تونسي، وصولًا لجميع أعضاء مجلس الإدارة الموقر، وتحية إعجاب واحترام لابنة مكة المكرمة، ممثلة بنات العاصمة المقدسة، أستاذة خلود عطار، التي أتوقع لها نجاحًا باهرًا في قيادة المركز الإعلامي، بنادي الوحدة، شكرًا من الأعماق لإدارة النادي الشابة الطموحة جدًا، وإلى الأمام يا أبطال ونحن بعد الله لكم سند وعون بإذن الله.
0