المقالات

أهلًا بالعالم

مع تدشين التأشيرة السياحية يفتح الوطن أبوابه للعالم في وثبة جديدة نحو رؤية 2030 بما تحمله من نهضة اقتصادية متنوعة تستثمر، وتخلق روافد اقتصادية جديدة تصب في معين الوطن نهضة وعمرانًا وفي المواطن خيرًا واستقرارًا.

فكانت هذه الخطوة منحى جديد خارج إطار التشدد والانغلاق الذي لطالما أقصى الوطن عن مصاف الاستثمار السياحي – رغم ثرائه فيه – وعزله عن بقية العالم مع أن العائد الاقتصادي هو الرهان الأقوى.

إن السياحة الخارجية ستحقق اندماجًا ثقافيًا وإثرائيًا لشرائح المجتمع في معرفة الآخر: عاداته، وتقاليده، ولغاته … بتقديمها للآخر الذي تم إقصاؤه بقسوة لدواعي واهمة في الولاء والبراء والعداء.

هذا الانفتاح سيعرفنا على عادات الشعوب وثقافاتها، وفي المقابل سننقل لهم ثقافتنا المتنوعة، ومع أن العالم قرية صغيرة بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع إلا أن المخالطة شيءٌ آخر ..
ولعل اللغة من أول المكتسبات الثقافية، أو هي المحفز الأقوى لتعلم لغة الآخر بعد فرصة الممارسة مع القادم لأرض الوطن.
سيأتي السائح بمعتقدات مختلفة، وثقافات متنوعة؛ وهنا يتجلى دور الفرد المُحب لخير وطنه في رسم صورة السعودية بأخلاق الأصالة العربية العريقة: من كرم الاستقبال، وحفاوة الترحيب بكل قادم لهذه الأرض بلا مقابل .. فكيف وهو قد أتى؛ ليكون مرسالًا ينقل حضارةَ أرضك وثقافة شعبك.

ولكل زمن عدّته وعتاده والقوة الناعمة هي أداة العصر الجديد؛ فالسائح هو مواطن مثلك في بلد غير بلدك، جاء يحمله التوق لاكتشاف هذا الوطن .. ولعل الكثير من السائحين يحمل صورةً ضبابيةً، ويطمح لإماطة اللثام عن طبيعة الحياة في هذه الأرض: خيراتها، ومكتسباتها … فكن دليله لرؤية عظمة الوطن؛ ففي كل منطقة أماكن مخبوءة لا يعرفها إلا أبناؤها؛ فلا تبخل بتنبيه هيئة السياحة عليها؛ لتدرجها في خطط زيارات السياح وبرامجهم.

وفي كل بلاد العالم هناك عوامل جذب يحرص عليها السائح وتثير اهتمامه منها: الأسعار المناسبة في السكن والطعام، مع الجودة والنظافة، وتوفر وسائل المواصلات .. والجميع لهم الحق في التسويق لما يملكون إلا أن الطمع المبالغ فيه هوّةٌ سحيقة تقطع طريق العودة إليك.

مجمل القول: إن السياحة مكون اقتصادي، وناقل ثقافي وحضاري بتكاتف الجميع: من قطاعات وأفراد؛ يحقق لها النجاح، وتصبح البلد وجهة سياحية تنافس من سبقها ثقةً في تنوّعها البيئي، وثرائها الأثري، وعملًا دؤوبًا من أبنائها الداعمين لخطة الوطن في تطوره نحو رؤية 2030؛ فالسعودية فتيّة وأبناؤها قادرون بإذن الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button