٢٩ سبتمبر ٢٠١٩ فجرًا، تاريخ انكسر فيه عكاز الوطن، وترجل الفارس عن صهوة جواده..
ورحل الشهم الأمين، إلى جنات الخلد يا درع الملوك طِبتَ بجنات الفَردوس نُزلًا.
استيقظ الوطن على فاجعة هزت المجتمع السعودي، وأبكت عيناه، وأحزنت قلوب الصغار والكبار. اللواء الركن عبدالعزيز الفغم الحارس الشخصي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله، في ذمة الله، رحل الحارس الأمين، وترجل الفارس الشهم الذي أحبه الشعب لحبه وتفانيه في أداء واجبه، رجلٌ أفنى عمره حارسًا أمينًا صادقًا مواليًا للعهد حافظًا للأمانة وابنًا بارًا لملكه، ورحل الابن البار والمُخلص، وليلةً سوداء تخيّم على قلب المجتمع السعودي برحيله، كان فُقده أكبر من قدرة الاحتمال، كان شيئًا عظيمًا محُاطًا بالأمان مُلغمًا بالحُب المُباح والعطاء اللا منتهِي، كان وجوده سلامًا ورخاء لكل مواطن سعودي، فرغم ارتباطه المستمر بمهام وواجبات الحماية الملكية وغموض شخصيته؛ نظرًا لقلة ظهوره الإعلامي وابتعاده عن الحياة الاجتماعية العامة، لكن شعر السعوديون لوفاته بحزن شديد، لأنه كان يمثل لهم الأمن والأمان ويجسد مشاعرهم تجاه الملك، ولاءً ووفاءً وخدمةً وطاعةً، ويتفاخرون بمواقف كان فيها كالابن البار بأبيه وعضيده الذي لايتفانى سبيل لراحته، هذه المشاعر الجيّاشة المتدفقة من المجتمع السعودي على وفاة البطل عبدالعزيز الفغم رحمة الله، تدل على الرمزية التي يشكلها لهم، فالسعوديون عندما يرونه خلف الملك، يحسون بالأمن من أمن مليكهم الذي يحرسه بعد عناية الله، يشعرهم بالطمأنينة الكبيرة، وهم يرون عينيه لاتفارق مليكهم، هذا مايعنيه عبدالعزيز الفغم، فبكى الشعب السعودي بكاءً حارًا لرحيله وغيم الحزن والسواد.
عبدالعزيز الفغم رحمه الله كان أيقونة الإخلاص، والحُب، والوفاء، والأمان، كان مدرسة في حب الملك والوطن” حرست من نحب فأحببناك” إلى جنة الخلد أيّها المُخلص الأمين.
فالعظماء يعملون بصمت ويرحلون بضجيج، أحبك الشعب بأكمله، لهذا قال رسول اللهﷺ إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل، إن الله قد أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض.
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله.
رحلت وستبقى ذكراك خالدة في عيوننا..
وحُزن المجتمع السعودي الكبير والعميق على فقيد الوطن عبدالعزيز الفغم هو تجسيد حقيقي لترابط وتلاحم السعوديين واعتزازهم بكل من يخدم قيادته الغالية.. وهذه رسالة يجب أن يفهمها أعداء السعودية جيدًا.
أسرة الفغم، هذه الأسرة الوطنية الشامخة هي امتداد الوفاء والعطاء والإخلاص للوطن الشامخ الكبير.
رحم الله اللواء عبدالعزيز الفغم، وأسكنه فسيح جناته لقد خدم مليكه وبلاده بعز وشرف وعزاؤنا لوالده الشيخ بداح الفغم ولأشقائه وأسرته الكريمة، ونسأل الله أن يجبرهم في مصيبتهم، ويغفر له ويعفو عنه.
عزاؤنا للقيادة والوطن وللشعب السعودي، عظم الله أجركم أجمعين.
الحارس الأمين، والابن البار في ذمة الله .. فاجعة تدمي القلوب، اسم سيبقى في ذاكرة السعوديين للأبد .. وسينحتون هذا الاسم في نفوس الأجيال القادمة، رغم صمته إلا أن موته سبب ضجة رحمك الله يا من تشرف الوطن بخدمتك ..
اللهم اغفر لعبدالعزيز الفغم، وارحمه وعافه، واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.